دائرة شرشال تحيي ذكرى مظاهرات 17 أكتوبر 1961.. تترحم على أرواح من الشهداء.. والسلطات المحلية لبلدية سيدي غيلاس مطالبة برد الاعتبار لمقبرة الشهداء قبل الفاتح من نوفمبر
أحيت دائرة شرشال صبيحة هذا الثلاثاء 17 أكتوبر الذكرى السادسة والخمسين لمظاهرات 1961، والتي كانت منعرجا حاسما في تاريخ الثورة الجزائرية، والتي عكست ملامح رفض الشعب الجزائري بالمهجر، كل أشكال الجرائم المرتكبة في حق من طالبوا بالحرية بأرضهم الجزائر، حينها كان الرد باستعمال السلاح ومنه سقوط العشرات من القتلى في مثل هذا اليوم، ليخلد ذكره كمناسبة وطنية استحقت الوقوف لها وقفة ترحم على أرواحهم الطاهرة.
الحدث حضرته السلطات المحلية ممثلة في رئيسي دائرة و بلدية شرشال “السعيد أخروف” و”موسى جمّال” على التوالي، النائب “فتحي حاكم”، رئيس مندوبية المجاهدين “بريش احمد”، الأمين العام للبلدية “هواجي مولود”، الأمين العام للدائرة “حسان تيتوامان”، وكذا السلطات الأمنية ممثلة في الجيش الوطني الشعبي ،الدرك و الأمن الوطنيين والحماية المدنية، مدير مركز التكوين المهني و التمهين “حمود لواكد”، مدير ديوان السياحة بالمدينة “محمد قرشي”، مجاهدون، أئمة المساجد بالمنطقة “براهيمي علي” (مسجد حذيفة ابن اليمان)، “جنادي محمد (مسجد النور)، الشيخ سليمان (المسجد العتيق)، الشيخ “احمد بن شعبون (مسجد الرحمن)، معاذ الذهبي (مسجد الحاميدية) مجاهدون و أبناء الشهداء و شخصيات معروفة بالمنطقة.
البداية كانت وقوفا و استماعا للنشيد الوطني الجزائري، ليتم وضع إكليل من الزهور قبل أن يتكفل بعدها إمام المسجد العتيق “الشيخ سليمان” بقراءة سورة الفاتحة و دعاء شامل كامل ترحم فيه على أرواح الشهداء، داعيا المولى عز وجل أن يديم للجزائر أمنها و استقرارها، أما النقاط على الحروف فقام رئيس مندوبية المجاهدين “بريش أحمد” بوضعها أمام الحضور المستمع، مندّدا بتحوّل ساحة الشهداء الى اوكار للمنحرفين ليلا، مطالبا السلطات المحلية و الأمنية بتكثيف الرقابة ووضع حد لمن اتخذوا منها مكان لشرب الخمور و لمختلف أنواع الآفات.
التوجه إلى مقبرة الشهداء بسيدي غيلاس والسلطات المحلية هناك مطالبة برد الاعتبار لها قبل الفاتح من نوفمبر
بعدها سطر الجمع المحتفل بذكرى اليوم الوطني للهجرة الى مقبرة الشهداء بسيدي غيلاس، ليلتحق بهم رؤساء بلديات حجرة النص “محمد أحفير”، سيدي سميان “باحو علي”، سيدي غيلاس “بومعقل محمد” رفقة البعض من نوابهم بالمجلس، رئيس الأمن الحضري ، مدير دار الشباب بورجة أمحمد، رئيس جمعية محمد علي للرياضات القتالية و الفردية، إمام مسجد النور “فضاي الاين” (سيدي غيلاس)، وكلهم استماع و إنصات للنشيد الوطني الجزائري، واضعين اكليلا من الزهور ترحما على ارواح الشهداء، وفسحا المجال لإمام المسجد الكبير بشرشال الشيخ “جنادي محمد” لإلقاء كلمة، عرّج من خلالها تاريخ ذكرى مظاهرات 17 أكتوبر، التي “أكد بها الجزائريون بأرض فرنسا رفضهم القاطع للذل و الهوان، اين رموا بالمئات من القتلى في نهر السين، في يوم سقط فيه شهداء كثر ..يوم أثبت فيه الإنسان الجزائري انه غير قابل للاحتلال، علينا أن نأخذ من هاته الذكرى العبر و نعتز بشخصية هؤلاء الدينية و الوطنية و بانتمائنا لهم”، ليضيف رئيس مندوبية المجاهدين بدائرة شرشال “بريش احمد” تدخلا آخر، وجّه فيه رسالة لأئمة المساجد بالمدينة قصد تنوير عقول الشباب بالخصوص، وحثهم على حضور هذه المناسبات الوطنية و احيائها تخليدا لشهداء الوطن.
السلطات المحلية لبلدية سيدي غيلاس مطالبة بالخروج إلى الميدان، و التحلي بروح المسؤولية تجاه مقبرة شهداء الدائرة، باتخاذ قرار عاجل يرد الاعتبار لمداخلها وكذا لافتة بابها الرئيسي التي تعرف اهترائها المفضوح مثلها مثل أبوابها المفتوحة للجميع، دون أي تدخل محتشم يقضي بتجسيد أخرى تكون عنوانا مناسبا لحرمة المكان، والحقيقة رصدناها من مقبرة يقتصر الاهتمام بها عند اقتراب المناسبات الوطنية، فوسائل الترقيع كانت حاضرة بامتياز لتفادي سقوطها على الأشخاص !، فشتان بين شهداء قدموا أرواحهم لتعيش الجزائر حرة مستقلة و بين جيل لم يستطع حتى رد الاعتبار لمحيط قبورهم، وبينهما…مسؤولية يتحمّلها الجميع.
المناسبة التاريخية استغلتها مندوبية المجاهدين بدائرة شرشال لتجسيد تسمياتها الجديدة بأحياء وشوارع المدينة، و البداية بشارع المجاهد المتوفي “أرهاب جلول1942/2011” بحي 18 فيفري بالمهام، ليقوم رئيس المندوبية “بريش أحمد” بإلقاء نبذة تاريخية استعرض فيها خصال الفقيد ودوره في مجابهة الاستعمار الفرنسي، ليتم تكريم أفراد عائلته عرفانا لما قدمه طيلة كفاحه المسلح، أما 50 مسكن المتواجدة بمخرج المدينة و المحاذية للملعب البلدي، فقد تم تسميتها بحي الشهيد “ياسني أمحمد 1938/1959″، ومنه تكريم أفراد عائلته وسط أجواء أكدت من خلالها السلطات المحلية حرصها على مواصلة عملية التسميات التي باشرتها مؤخرا عند كل محطة تاريخية.
سيدعلي.هـ