X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

جهود الدولة للقضاء على السكن الهش مرشحة للعودة إلى الصفر في شرشال: فوضى وتحايل في الحي القصديري أسفل “ابراهيم عوداي”  وغرباء يستغلون الركام لتضليل السلطات

انتقل المستفيدون من برنامج القضاء على السكن الهش من الحي القصديري أسفل ابراهيم عوداي بشرشال إلى سكناتهم الجديدة في محاولة من السلطات العمومية للقضاء على هذه النقطة التي تحوّلت إلى مرتعا لآفات اجتماعية دخيلة عن المدينة، غير أنّ الواقع الذي أفرزته عملية الترحيل لا يبدو أنها سيؤتي بثماره وفق تصورات السلطات التي كانت اشترطت على المستفيدين القيام بهدم منازلهم بأنفسهم للسماح لهم بالانتقال إلى السكنات الجديدة، وإلزامهم على تأكيد عملية الهدم بصورة لركام البيت المعني.

سكان عمارات ابراهيم عوداي كانوا دوما أول المتضررين من الواقع الذي أفرزه هذا الحي الفوضوي الهش، ما جعلهم أول المستبشرين بعملية الترحيل، آملين نهاية لسلسلة من الآفات التي أضرّت بهم، وألحقت بهم مشاكل كانوا في غنى عنها، إلا أنّهم سرعان ما دقوا ناقوس الخطر، حيث يسارع العديد من نشطاء الحي للتوقيع على عريضة قصد إلفات نظر السلطات ومطالبتها بالوقوف على تسيير مخلفات عملية الترحيل الجزئية، إذ بدأت حركة تدفّق سكان آخرين لتعويض الراحلين الذين احتال الكثير منهم في عملية الهدم والتصوير..

بعض المرحلين قاموا بعملية تحايل حيث هدموا جزءا من بيوتهم بما يكفي لالتقاط صورة تمويه للسلطات وحافظوا على أجزاء أخرى قصد إعادة استغلالها من طرف أشخاص ذوي قُربى استقدموهم مؤخرا من جهات وولايات أخرى أو في محاولات لبيعها لآخرين قصد الاستفادة لاحقا. ما جعل العديد من السكان المتبقين داخل الحي القصديري المترقبين لدورهم في الترحيل يتجندون لمنع هذه الظاهرة الانتهازية التي تهدّد حقّهم في الاستفادة، غير أنّ الحركة تبقى قاصرة وقد تؤدي إلى أمور أخرى، حيث نشبت شجارات عنيفة منذ بداية عملية الهدم، عند محاولات السطو على ما تبقى من بيوت مهدّمة.

شرشال نيوز لبّت نداءات هؤلاء وهؤلاء في معاينة ميدانية ظهيرة هذا الجمعة 22 سبتمبر، حيث صادفت زيارتها حريقا نشب في إحدى الأكواخ المهدمة عند محاولة القضاء على ما تبقى منه، فلو لا التدخّل السريع لوحدة الحماية المدنية بشرشال لكانت نكبة للعديد من العائلات التي أوشكت ألسنة النيران أن تنتقل إلى أكواخها المحاذية للحريق، ليتبيّن على أرض الواضع الشرخ بين ما يقوم به المشرفون على عملية إعادة الإسكان الذين يعتمدون على المعايير القانونية المشرَّعة لهذا الغرض وبين واقع النمو الفوضوي الذي عرفه هذا الحي حيث أصبح بين كل كوخ وكوخ كوخ آخر وعائلة أخرى…

فالوضع بالداخل أصبح  يتطلّب إشرافا فعليا وميدانيا من السلطات المحلية والسلطات الأمنية المكلّفة بالعمران بعد أن زادت عملية هدم بعض الأكواخ من الفوضى  ورفع إمكانيات إعادة الاستغلال وبالتالي خلق مشاكل إضافية تعكّر أجواء العمل الذي تعكف عليه لجنة الدائرة في هذا الصدد، كما من شأنها المساس بحقوق المحتاجين الحقيقيين من سكان المدينة.

ح.خ