X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

جمع سكان المدينة على قلب رجل واحد: مشروع “سهم العيد” بمسجد الرحمن بشرشال يحطّم أرقامه القياسية بـ 20 قنطار من اللحوم… وزّعت على أكثر من 420 عائلة معوزّة…والعلامة الكاملة للمنفقين والمتطوعين

عندما يتعلق الأمر بالفقراء والمحتاجين …تسقط كل الفوارق و تصبح الأولوية للإنسانية من باب الوقوف وقفة تضامنية تعيد لهم البسمة، بمناسبة دينية عنوانها “عيد الأضحى” و قوامها “لن ينال الله لحومها و لا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبّروا الله على ما هداكم وبشّر المحسنين”، استهدافا لعائلات وقفت قدرتها المعيشية حائلا أمام شراء الأضحية، وكلهم في التفاتة طيبة للمنفقين تجعلهم يتذوقون طعم العيد لحوما، و أغنائهم عن السؤال مسؤولية تحمّلها بامتياز مسجد الرحمن بشرشال، بمشروع السنوي الناجح “سهم العيد” وسط أجواء مثالية و استثنائية كشفت واقع التكاتف و التعاون بين المتبرعين و المتطوعين، مشكلين ملامح جسر ربط بين الخير و فاعله، وبينهما…أجر و ثواب ارتفع سقفه لمكانة مناسبة جاءت بعد أعظم عبادة “الحج”.

مشروع سهم العيد بمسجد الرحمن بشرشال في طبعته العاشرة حرّك جميع الفاعلين…الخيّرين و المتطوعين، على لسان الشيخ “بن عامر بوعمرة” استجابة لنداء الفقراء، وفي قائمة حملت معها 422 عائلة تنتظر سنويا هاته الفرصة لتتذوق بركة عيد الأضحى”، قائمة تصدّق لها المنفقون بثمانية كباش كاملة أما الاستثناء فكان حاضرا ممثلا بعجل فاق وزنه الثلاثة قناطير، رؤوس تم ذبحها تباعا أمسية العيد الجمعة 1 سبتمبر بالمذبح البلدي، الذي عكفت السلطات المحلية على تهيئته ليكون جاهزا لهذه العملية، في مشهد تحرّك له تطوعا جزّارون، ذبّاحون، شباب مسجد الرحمن و غيرهم ممن أرادوا تقديم المساعدة لإنجاح المبادرة، مؤكدين أن مشروع سهم العيد لهذا العام ضرب بقوة، محطما جميع الأرقام و الإحصائيات التي حققها سابقا، وكل المؤشرات و المعطيات توحي بأن الخير بشرشال لا يزال يحتفظ برجاله الأوفياء خدمة لفقراء المنطقة.

شرشال نيوز حضرت أجواء الشروع في ذبح الأضاحي، والبداية كانت “عجلا” شامخا شموخ ثواب متصدّقيه، كمقدمة استعرض فيها مشروع سهم العيد بشرشال لسنة 2017 قوّته الخيرية !، لتليه عملية نحر الكباش و سلخها تباعا بمجموع ثمانية رؤوس كاملة آخرها مسك في صورة كبش “أملح و أقرن”، صور رصدناها بكثير من الفرحة و السعادة و قبلها حرص من طرف المسؤول الأول عن المشروع و إمام مسجد الرحمن الشيخ “بن عامر بوعمرة”، للخروج بنتائج ايجابية و بتعليمات أرادها أن تكون ميدانية، راسما حضوره الشخصي بذبح أحدها فاسحا المجال للشباب قصد استكمال مهمتهم النبيلة، وتحت أنظار الطبيبة البيطرية التي حضرت هي الأخرى للمراقبة والمعاينة، تجسيدا لمبدأ الأمان و الاطمئنان خاصة ما تعلق بالنظافة أو أي مرض يصيب كبد و رئة الأضاحي (الكيس المائي)، ومنه صحة اللحوم المقترحة للتوزيع…

هكذا جمع مشروع سهم العيد بشرشال سكان المدينة على قلب رجل واحد، فيبن متطوع أثبت وجوده اللامشروط لإنجاحه، وبين متصدق يأمل بثواب صدقته و تحقّق أمانيه دعاء مستجابا، وبينهما ..مبادرة تسير عاما بعد عام بسكة طريقها صحيح نحو إسعاد الفقراء، فرحة تأكدت صبيحة هذا السبت 2 سبتمبر بمقصورة المسجد، بعدما قام أصحاب الاختصاص (جزّارون) في حدود الساعة السادسة صباحا بتقطيع اللحم بالمذبح، ليصير جاهزا للوضع بأكياس خاصة تمكّن أصحابها من حملها بكل أريحي،   وتُضاف إلى أسهم السكان التي كانت تصل إلى مقصورة المسجد تباعا ، أين بلغت حصة كل عائلة حوالي 5كلغ وفق برنامج تمّ التسطير له باحترافية كبيرة، من خلال الاستقبال و التوجيه و التأكد من أسامي المسجلين، فحتى الأسماء الغير مسجلة كان لها نصيب وافر في يوم ليس ككل الأيام، لتنتهي هاته الأجواء بعد توزيع أكثر من عشرين قنطارا، مخلّفة ورائها صورا ستبقى للذكرى …على أمل تكرارها وتعميمها بمدن الولاية.

سيدعلي.هـ