X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

جمعت السلطات المحلية..الأمنية والأسرة الطبية بدار الشباب سيدي غيلاس:جمعية محمد علي للرياضات القتالية والفردية تنظّم يوما تحسيسا حول الوقاية من مخاطر الانترنت والآفات الاجتماعية وسط فرحة كبيرة للتلاميذ

نظّمت جمعية محمد علي للرياضات القتالية والفردية بسيدي غيلاس صبيحة هذا الأحد 24 ديسمبر، يوما تحسيسيا حول مخاطر الانترنت وضرورة الاستغلال الايجابي لتكنلوجيات الإعلام والاتصال، بمناسبة العطلة الشتوية وبالتنسيق مع الأمن والدرك الوطنيين، أخصائيين نفسانيين وصولا لمقام النصح والإرشاد استنادا على الوازع الديني، والمستهدف هنا..تلاميذ في عمر الزهور صنعوا أجواء رائعة بحضورهم القياسي رفقة البعض من الأولياء الذين لبوا النداء، قدوما إلى دار الشباب “امحمد بورجة” بالمدينة ..كمؤسسة لطالما فتحت أبوابها لمختلف المبادرات والنشاطات الثقافية تحت إشراف مديرها “عصماني زهير”، كما عرفت المناسبة تواجد ممثلي المجلس الشعبي لبلدية سيدي غيلاس.

الحدث انطلق ومن دون مقدمات ..استعراض للأخطار الناجمة عن الاستغلال السلبي للأنترنت، تكفل به الأخصائي النفساني بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بسيدي غيلاس، محمّلا الأولياء مسؤولية ما يحدث للأبناء من تأخر في الذكاء، اللغة، المطالعة، مؤكدا غيابهم بالميدان دون الأخذ بعين الاعتبار عواقب ذلك “مسؤوليتنا هي التحسيس بهذه المخاطر والتنبيه بها، كنا نتمنى حضور كبيرا للأولياء ولكن للأسف” مقدما شروحات مفصلة حول لعبة الحوت الأزرق التي لا تزال تصنع الحدث بالوسط المدرسي، وانتشرت بقوة في الدول العربية مقارنة بالأوروبية حسب رأيه “مواقع التواصل الاجتماعي على رأسها الفايسبوك تنشر بمجتمعنا أفكارا دخيلة فتلاميذنا مستهدفون ويجب علينا تجنب وضع المعلومات الشخصية فيها، تفاديا لأي اختراق تكون عواقبه وخيمة..والأطفال الذين يقضون أوقات طويلة بعالم الانترنت يصابون بتأخر على مستوى الذكاء، اللغة وميول للعزلة، ناهيك عن الاضطرابات في النوم”.

قائد الدرك الوطني بسيدي غيلاس: “الحملة التحسيسية جاءت في وقتها..وفرقة محاربة الجريمة المعلوماتية على مستوى أمن الولايات في خدمتكم”  

قائد الدرك الوطني بسيدي غيلاس هو الآخر تحدث بلسان النصح والإرشاد بعيدا عن التضخيم حول موضوع أسال الكثير من الحبر، بعدما أعطته حسب رأيه وسائل الإعلام أكثر من حجمه إشهارا باللعبة ومؤكدا أن الحملة التحسيسية جاءت في وقتها “هذه اللعبة انتشرت مؤخرا بالوسط المدرسي وتستهدف الأطفال في سن المراهقة، فمواقع التواصل الاجتماعي ليست ملكا لنا ولا نستطيع التحكم فيها، ويمكن بسهولة اختراق حساباتكم الشخصية ..فهي تهديد حقيقي للفرد والمجتمع، من المؤسف أن نشهد اليوم غياب دور الأولياء كموجّهين ومتابعين لأحوال أبنائهم بالمؤسسات التعليمية أو في الغرفة، وعالم الانترنت عالم واسع”، داعيا أولياء التلاميذ إلى الإبلاغ عن هذه الحالات أو ما يشابهها بالمصلحة المركزية لمحاربة الجريمة الالكترونية “فرقة محاربة الجريمة المعلوماتية على مستوى امن الولايات”.

إمام مسجد النور بسيدي غيلاس:أين هي مسؤولية الآباء نحو أبناءهم تجاه ما نسمع ونرى..هم أمانة ويجب المحافظة عليهم”

 جمعية محمد علي للرياضات القتالية والفردية التي يترأسها المدرب والمعلم “مليحي محمد”، أرادت الوقوف ضد كل ما هو مساس بسلامة الأطفال والشباب بهذا اليوم التحسيسي، ليختار الوازع الديني سلاحا آخر رفقة أسلحة أخرى صحية …نفسية و أمنية، ممثلا في شخص الإمام بمسجد النور بسيدي غيلاس الذي لاحظ غياب الآباء عن الحدث والحضور القياسي للتلاميذ، إلا أنه لم يستثنيهم بل حمّلهم مسؤولية الأخطار القادمة من الانترنت وأجهزتها الرقمية المتطورة، “هي مسؤولية عظيمة أمام الله..هم أمانة يجب المحافظة عليها “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”، منوها بضرورة مراقبتهم كجيل للمستقبل للاستغلال الأمثل للانترنت في البحث العلمي، بعيدا عمّا يضيّع الوقت والأعمار في زعزعة المبادئ والأخلاق ، ما جعل الأمة الإسلامية حسبه تغرق في أوحال الدعارة والفساد وتصاب بأمراض نفسية، اجتماعية وأخلاقية، منوها بتقوية الإيمان بالله والصلاة في مقدمة الحلول لتجنب هذه المخاطر.

الأخصائية النفسانية بوحدة الكشف والمتابعة الطبية بشرشال “حذار من الفضول والمغامرة بعالم الانترنت..وضع المعلومات الشخصية بمواقع التواصل خط أحمر…ولدي 7 حالات أتابعها شخصيا”

الأخصائية النفسانية بوحدة الكشف والمتابعة الطبية للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال، شرّفت الحضور بمداخلة علمية نفسية صحية ومتحدثة بلسان الترغيب في الابتعاد قدر الإمكان عن الألعاب الالكترونية ووضع المعلومات الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، والترهيب بالأخطار المهددة للحياة مرورا بلعبة تستدرج ضحاياها بطريقة احترافية، تكون فيها الموسيقى الحزينة طريقا مباشرة نحو عدم الإحساس بطعم الحياة ومنه محاولة الانتحار موتا، “الذين توفّوا ليسو بأغبياء (ربي يرحمهم) ولكنهم ضحايا، احذر الآباء من خطر وضع المعلومات الشخصية بالمواقع الالكترونية، الشباب فضوليون يحبون التعلم عن طريق المغامرة..شكرا لمن ساهم في تنظيم المبادرة…يجب الابتعاد عن هذه اللعبة التي تؤثر بعقول التلاميذ بأسلوب محترف”.

واصلت ذات المتحدثة كلامها مستعرضة أعراض التقنيات المتطورة على المتمدرسين بعيدا عن الكتب والمطالعة، والاكتفاء فقط بالبحوث الجاهزة ..موجهة رسالة للأساتذة والمعلمين بدفع هؤلاء لإعادة كتابتها بالقلم ترسيخا للمعلومات بالأذهان، “نريدكم أن تتوعوا وتبتعدوا عنها..فهي ذات مبدأ صهيوني والرجوع للكتب والمطالعة بات ضرورة ملحة وأؤكد أن هناك مشكلة في التواصل داخل الأسرة..وأنتم أمانة في عنق المجتمع”، وسط استماع وإنصات لتلاميذ صفّقوا لمداخلتها الهادف..أين وعدوها بعدم الاقتراب من هاته الألعاب.

مثلها مثل زميلتها بالميدان “النفسانية والمختصة في الصحة المدرسية” والتي وعدت بمرافقة نفسانية للتلاميذ بالمؤسسات التربوية، داعية إياهم للكشف عن مشاكلهم النفسية للمختصين، “نحن هنا لتقديم المساعدة وان لم تستطيعوا الإفصاح للوالدين فباب الصحة المدرسية مفتوح، حتى الأمور التافهة نأخذها بعين الاعتبار ونعالجها..باعتبار أن الطفل في هذه المرحلة يعيش هشاشة نفسية متأثرة بتكنلوجيات الإعلام والاتصال”.

الأمن الحضري بسيدي غيلاس يحذر من لعبة الحوت الأزرق وباقي الآفات الاجتماعية ويضع الرقم الخاص بحماية الطفولة 104 في خدمة الأولياء

ممثل الأمن الحضري بسيدي غيلاس استعرض في تدخله عديد النقاط المتعلقة بلعبة الحوت الأزرق، مقدما جملة من النصائح والتوجيهات لحماية الأطفال من الوقوع ضحايا تطبيق يستدرجهم بطريقة عنوانها “المغامرة والتحدي”، محذرا بباقي الآفات الاجتماعية كالمخدرات، السرقة والخمور..ومذكّرا الآباء والأمهات بالرقم الأخضر الخاص بحماية الطفولة 104، أما رجل الحدث فهو رئيس جمعية محمد علي للرياضات القتالية والفردية “محمد مليحي”، رفقة أخيه وزميله بالنادي “مليحي صالح”..اللّذان لطالما عالجا المجتمع من الآفات الاجتماعية بطريقة رياضية، لينجحا هذه المرة نيلا للعلامة الكاملة وبمبادرة رفع لها الأولياء الحاضرون القبعة احتراما لمجسّديها، مع تسجيل وعود بتكرارها وقوفا ضد كل ما يمس مبادئ وأخلاق التلاميذ بإرادة وعزيمة كبيرين، شاكران في الأخير جميع المساهمين في إنجاحه من سلطات أمنية والأسرة الطبية وإمام المسجد وخاصة مدير دار الشباب “عصماني زهير”.

سيدعلي هرواس