X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

جمعت السلطات المحلية..الأمنية..العسكرية والمجتمع المدني على قلب رجل واحد: دائرة شرشال تحيي ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المباركة وتترحم على أرواح الشهداء وسط حضور قياسي للمواطنين صغارا و كبارا

تعود الذكرى الثالثة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة بتاريخها المكتوب بدماء الشهداء، فكان الفاتح من نوفمبر سنة 1954 بداية لتحرك معالم ثورة قادها أبطال تركوا الأبناء و الأزواج التحاقا بركب الثوار، مسطرين هدف استرجاع حرية أرض قيل عنها مستعمرة فرنسية ..فكان الرد بالنار والحديد… تجاه عدو لم يكن رحيما حتى بالصغار فاستحق حينها الطرد على طريقة الكبار، في مواجهة كانت فيها “الحرب” عنوانا ..فاصلا و طريقا نحو الحرية من باب الاستشهاد، ليسجّل التاريخ واحدة من أقوى الثورات تنظيما.. تخطيطا، تعبئة وشجاعة، لتدرس بالجامعات العالمية كمثال ودليل لمعاني الوفاء للوطن، في رسالة للجيل الحالي …المطالب بالحفاظ على مكتسباته و انتماءه لتاريخ أجداد،  قدموا النفس و النفيس لان تعيش الجزائر حرة مستقلة في وقت تخاذل فيه الكثيرون لثورة بدايتها “مجازر” و نهايتها “العشرات من القتلى” ..فهل من مذكّر ومستذكر؟

دائرة شرشال مثلها مثل باقي الدوائر بالوطن، أحيت ليلة الأربعاء 1 نوفمبر ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، أين وقف الجمع المحتفل في تمام الساعة 00/00 ليلا وقفة استماع و إنصات للنشيد الوطني الجزائري، وصولا ..للترحم على أرواحها دعاء ووضعا لإكليل من الزهور بساحة الشهداء، أما الوجوه الحاضرة فتمثلت في السلطات المحلية على رأسها رئيس الدائرة “السعيد أخروف”، رئيس البلدية بالنيابة “فتحي حاكم”، رئيس مندوبية المجاهدين “بريش احمد”، الجيش الوطني الشعبي وممثلي الأمن و الدرك الوطنيين، الحماية المدنية، الأمين العام للدائرة “حسان تيتوامان”، رئيس مكتب المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي بالمدينة “رشيد شبيلي”، الأمين العام لبلدية شرشال “هواجي مولود”، مجاهدون وممثلي المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بشرشال، مسيرة المكتبة “سبتي تفيدة”، مدير مركز التكوين المهني و التمهين “حمود لواكد”، مدير مدرسة التكوين التقني للصيد البحري وتربية المائيات “صالح وحيد”، آئمة البلدية الشيخ بن عامر بوعمرة، براهيمي علي، بن شعبون أحمد، رئيس فرع كرة القدم لمولودية شرشال “جلول الحاج حميش”، الكشافة الإسلامية فوج عبد الحميد ابن باديس ، منتخبون سابقون ومترشحون لانتخابات 23 نوفمبر وشخصيات معروفة بالمنطقة.

أجواء رائعة رصدناها من عين المكان ولسان حال الجميع يتحدث بمناسبة يجب أن يكون لها تأثير في الجيل الحالي، ومرورها مرور الكرام بالأذهان و العقول يعتبر إجحافا في حق من صنعوا مجد هاته الأمة، وبقاء تاريخهم حبيس الكتب والنشرات الإخبارية بعيدا عن سبل ترسيخه والتذكير به هروبا من المسؤولية، والحقيقة صور جسدت معاني الالتفاف نحو الأسرة الأمنية كدرع حصين وضمان لمبدأ الأمان و الاطمئنان، والحدث..جيش وطني شعبي رفع العلم بألوانه إذانا بنهاية عهد الاستعباد و الاستذلال منذ 55 عاما، حقيقة أكدها الحضور القياسي للمواطنين كبارا و صغارا رفقة أولياءهم لمتابعة استعراض رسم بعنوان “نظام منظّم”.

الكشافة الإسلامية فوج عبد الحميد ابن باديس تتحف الحضور بفرقتها النحاسية… تجوب شوارع المدينة …وتتغنى بذكرى الفاتح من نوفمبر

ككل ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، ترسم الكشافة الإسلامية فوج عبد الحميد ابن باديس بشرشال وجودها، القاضي بإحياء هاته المناسبة عبر فرقتها النحاسية المتغنية بأناشيد التاريخ المجيد، في مقدمتها واحد من أقوى الأناشيد الوطنية في العالم “قسما”، فوج كشفي وقف أشباله وقفة افتخار و اعتزاز بالانتماء لأرض الشهداء، حينها رفعت الرايات احتفالا و احتفاء بذكرى تعود وسماء الجزائر تمطر أمنا واستقرارا !.

الفرقة النحاسية التابعة للفوج الكشفي بشرشال تحركت من مقرها تمام العاشرة ليلا، أين صنعت أجواء احتفالية استثنائية ..خطفت بها الأنظار و أسعدت بأنغامها أبناء الدار، لتستقر بالساحة العمومية مستحضرة أناشيد الثورة، وراسمة لوحة فنية عنوانها “الجزائر” …فنالت العلامة الكاملة نظير تناسقها و تجانسها الاحترافي، مؤكدة أنها مكسب حقيقي لشرشال، فلطالما شرّفت المدينة و مثلتها في مختلف المناسبات المحلية منها و الوطنية، تحت إشراف مسؤولها الأول ورئيس الفوج “سعدي عبد القادر”.

مكتبة البلدية هي الأخرى احتضنت فيلما تاريخيا حول الشهيد البطل “مصطفى بن بولعيد”، حينها تابع الحضور بكثير من الاهتمام أبرز الأحداث التي عاشتها هذه الشخصية الفذة، و بعدها قام كل من الشيخ “بن عامر بوعمرة” و الأستاذين “عبد الحميد ولد خاوة” و “أحمد بن صافية”، الذين تحدثوا عن فضل ثورة الجزائر ومكانتها في نفوس الجزائريين، معتبرين إياها ثورة ربانية و أعظم ثورة في التاريخ، وأن الانتصار جاء بفضل الإيمان بالله و التعلق به سبحانه.

مركز التكوين المهني و التمهين بشرشال يرسل طلبة الإعلام الآلي لمتحف الشهيد بالشارع الرئيسي ورئيس مندوبية المجاهدين “بريش احمد” في الموعد

قام طلبة الإعلام الآلي بمركز التكوين المهني و التمهين بشرشال صبيحة الثلاثاء 31 أكتوبر، بزيارة تفقدية لمتحف الشهيد بالشارع الرئيسي للمدينة، رفقة أستاذتهم و مؤطريهم بمناسبة ذكرى الفاتح من نوفمبر، أين اطلعوا عن قرب على أبرز ما يزخر به هذا الصرح التاريخي، من بطولات و أمجاد شهداء الثورة بالجزائر وبالمنطقة على وجه الخصوص، مسجلين واقع تركيزهم و اهتمامهم بشخصيات تركت وراءها تاريخا حافلا بالبطولات تحت رداء الشهادة.

رئيس مندوبية المجاهدين “بريش احمد” عبر عن سعادته الكبيرة بتواجد أسرة التكوين بمتحف الشهيد، ليشرع بعدها في تقديم مختلف الشروحات لأبرز المعارك التي عرفتها دائرة شرشال، وسط استماع وإنصات كبيرين للمتربصين بمركز التكوين ذكورا و إناثا، بما فيهم معاقو “الصم و البكم” اللواتي أردن الحضور و التواجد ضمن قائمة المعنيين بزيارة المتحف، والفهم هنا…لن يكون إلا بالإشارات و الإيحاءات، لا لشيء سوى اكتشاف عن قرب تاريخ ثورة نوفمبر الخالدة.

عرفت دائرة شرشال صبيحة الأربعاء 1 نوفمبر أجواء نوفمبرية تجسدت بمقبرة الشهداء بسيدي غيلاس، أين واصل الجمع المحتفل إحيائه لهذه الذكرى بوقفات استذكروا من خلالها بشاعة الاستعمار الفرنسي، رفقة الكشافة الاسلامية و مدير دار الشباب “عصماني زهير” (سيدي غيلاس) وجمعية محمد علي للرياضات القتالية، قبل أن يتم الشروع في عملية التسميات التي سطرتها مندوبية المجاهدين بالمناسبة، أين مست واد الحمام (حي الشهيد تيتوامان جلول 1939/1957)، حي المجاهد المتوفي “جماد الطاهر” ( 1936/2011) بالمهام، وحي المجاهد المتوفي “شريفي أحمد” (1909/2005) بدوار بومعزة، وسط استماع و إنصات لنبذة حول مسارهم النضالي ضد المستعمر، بحضور أفراد عائلاتهم الذين تم تكريمهم تباعا بمكتبة البلدية، في وقت يتقدم فيه أعضاء متقاعدي الجيش الوطني الشعبي و ذوي الحقوق بدائرة شرشال، باسمهم و باسم دوائر تيبازة، بوسماعيل و حجوط إلى جميع منتسبي المؤسسة العسكرية و إلى الشعب الجزائري عموما، بتهانيهم الخالصة ..داعين المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة.

رئيس دائرة شرشال السعيد أخروف “يجب الاقتداء بأثر المجاهدين والشهداء  ووقفتنا اليوم هي وقفة تذكر لمغزى هذه المناسبة و ان شاء الله نكون في مستوى تطلعاتهم خدمة للوطن”

رئيس دائرة شرشال “السعيد اخروف” تحدث في حدث تكريم عائلات المسمى بأسمائهم بعض الاحياء في هذه الذكرى، بلسان الشهيد البطل “ديدوش مراد” القائل “اذا استشهدنا فحافظو على ذاكرتنا”، مؤكدا انها وقفة لتذكر المغزى الحقيقي من هاته المناسبة التاريخية، التي قدم فيها الشعب الجزائري أغلى ما يمللك فداء للوطن، داعيا الله أن يوفق الجميع ليكونوا في مستوى تطلعات المجاهدين و الشهداء خدمة للوطن و المواطن.

الملعب الجواري بحي الديانسي احتضن كذلك مباريات كروية لفائدة براعم جمعية صناع الحياة و براعم النادي الهاوي أمل سيدي غيلاس، وهي المبادرة التي نظمتها جمعية صناع الحياة للتنمية الاجتماعية بشرشال، إحياء للذكرى الثالثة و الستين لاندلاع ثورة نوفمبر 1954، و البداية نبذة تاريخية عن الحدث وصولا لتسليط الضوء على حياة الشهيد “عوداي إبراهيم”، معاني النشيد الوطني، ونصائح تدعوا البراعم و شباب الغد للتمسك برسالة السلف وعدم التفريط فيها، مختتمين التظاهرة الرياضية بجوائز رمزية وزعت على المشاركين، في حفل أقيم شرفا لضيوف شرشال …

سيدعلي هرواس