X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

ثانوية “عمران عبد العزيز” ببلدية مسلمون تحيي اليوم الوطني للشهيد…تستذكر التاريخ المجيد لشهداء المنطقة والعلامة الكاملة للتلاميذ

لا يزال اليوم الوطني للشهيد يصنع الحدث بمختلف المؤسسات التربوية بولاية تيبازة، أين عاشت ثانوية الشهيد “عمران عبد العزيز” بمسلمون صبيحة هذا الثلاثاء 21 فيفري أجواء استثنائية، صنعها التلاميذ سيرا بنصائح وتوجيهات الأسرة التربوية والإدارية بالمؤسسة، بهدف إحياء هذه الذكرى والوقوف وقفة ترحم على شهداء الجزائر الأبرار، مستذكرين جرائم الاستعمار الفرنسي ضد شعب أكد بكفاحه أن الحرية لا تقدر بأي ثمن.

الحدث عرف غيابا اضطراريا للمدير “علي عينين” لارتباطات عملية بالوزارة الوصية، بعد سلسلة إجراءات اتخذها لإنجاحه وترسيخ تاريخ ثورتنا المجيدة بأذهان التلاميذ، في وقت أخذ القائمون بالمؤسسة على عاتقهم مسؤولية الخروج بنتائج ايجابية، في حضور رئيس دائرة قوراية السيد “بلميهوب ناصر”، رئيس البلدية “جيلالي رياض”، أخ الشهيد عمران عبد العزيز “عمران احمد”، عضو المجلس الولائي “الياس عزيبي”، رئيس الجمعية الثقافية “ألا أوزرف” “عبد القادر غيلاسي” رفقة أعضاء لجنة البحوث التاريخية وأساتذة أمثال “ناصر ملحاني”.

“من أجلك عشنا يا وطني”.. هو الشعار الذي اختاره تلاميذ الثانوية لهذه الذكرى، أين افتتحت المناسبة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها على مسامع الحضور إحدى التلميذات، وكذا الوقوف استماعا وإنصاتا للنشيد الوطني الجزائري، قبل أن يتم التطرق إلى نبذة تاريخية حول الشهيد الذي سميت باسمه المؤسسة “عمران عبد العزيز”، من خلال تسليط الضوء على ابرز مواقفه الرجولية والبطولية طيلة مشواره المسلح.

المجاهد ومسؤول التنظيم بمنظمة المجاهدين “عزيبي علي” يدعو الشباب للحفاظ على تاريخ الجزائر وعدم التأثر بالأفكار الهدامة

في كلمة ألقاها بالمناسبة دعا المجاهد ومسؤول التنظيم بمنظمة المجاهدين “عزيبي علي” الشباب، الى التعرف أكثر عن حياة شهدائنا والحفاظ على تاريخ الجزائر الأصيل، المليء بالشهادات والمواقف البطولية لرجال قدموا النفس والنفيس لأجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة، “لقد عان الشعب الجزائري عدة مآسي منذ دخول الاستعمار الفرنسي إلى غاية الاستقلال، ويجب أن نقدّر النعم التي نعيشها جميعا نتيجة تضحيات جسام، بلدية مسلمون كانت تسمى سابقا “بلدية بوهلال”، وسياسة الاستعمار آنذاك كانت تهدف لتجهيل الشعب، ومحو الدين الإسلامي والعقيدة وطمسها إلا أن ثورتنا وقفت حائلا أمام ذلك ..فهي عظيمة”

واصل ذات المتحدث حديثه معرجا على أبرز ما عاشته بلدية مسلمون ابان الثورة، “منطقتنا لم تنطلق فيها الثورة عام 1954، لأن الخلايا التي كانت موجودة تم كشفها من طرف المخابرات الفرنسية والقاء القبض على رؤسائها الى غاية 1956، حينها بدأت عملية التسليح والتجنيد التطوعي، وبلدية بوهلال فيها أكثر من 419 شهيد من بينهم 56 امرأة، هناك من قتلوا في السجون وهناك من دفنوا باماكن مجهولة، وعليكم يا جيل المستقبل أن تحفظوا تاريخ أجدادكم وأن تحذروا من أبواق الفتنة، فثورتنا قائمة بالدين الإسلامي وقوانينها دينية خالصة..”

الباحث في علوم التاريخ “ناصر ملحاني” يبكي دموعا بعد تأثره بقصة الشهيدين “لخضر بوشمع” و “عمران عبد العزيز”

الباحث في علوم التاريخ “ناصر ملحاني” لم يتمالك نفسه وهو يسرد تاريخ بلدية مسلمون سابقا، بل راح يبكي دموعا وهو يستحضر مواقف الشهيدين “عمران عبد العزيز” و “لخضر بوشمع”، في رسالة كتبها هذا الأخير بكلمات مؤثرة انتهت بفراق الأبطال، مسلطا الضوء على معركة “تيطويلت” كواحدة من أشهر المعارك (أوت 1958)، التي شدد ضرورة تخليدها وحفظها في الذاكرة، مستدلا كلامه بشريط فيديو مصور سلط الضوء حول بشاعة الاستعمار الفرنسي بمنطقة مسلمون، تخلله مداخلات لمجاهدين عاشوا الويلات…

  

    التلاميذ يتألقون بمسرحيات حول الموضوع ويؤكدون تعلقهم الشديد بالتاريخ المجيد

اليوم الوطني للشهيد لم يمر مرور الكرام على تلاميذ ثانوية “عمران عبد العزيز بمسلمون، بل دفعهم للخروج بأفكارهم ومواهبهم أثبتت تعلقهم بالماضي المجيد، فأرادوا إحياء هذه المناسبة بمسرحيات كان فيها الشهيد “عنوانا”، ومثالا لما تحمله كلمة الوفاء للوطن من معاني، فأنشودة “اقسم الشهيد” حملت في طياتها تأكيدا على أن الجزائر لن تعيش راكعة لفرنسا.

تلاميذ تناوبوا في الصعود إلى المنصة واختلفوا بمواضعهم التاريخية (قصائد شعرية و خواطر وأبرز ثورات منطقة مسلمون، مسرحية الهجرة الغير الشرعية) واتفقوا حول هدف واحد، هو الوقوف احتراما لمن اختار لغة الحديد والنار ضد من داس أرض الحق بغير حق…

    المناسبة عرفت تكريم أخ الشهيد “عمران عبد العزيز” الحاج “عمران أحمد”

رئيس دائرة قوراية السيد “بلميهوب ناصر” تابع باهتمام كبير المعرض الذي نظّم بالمناسبة عند مدخل الثانوية، رفقة رئيس البلدية “جيلالي رياض”، عضو المجلس الولائي “الياس عزيبي”، ورئيس الجمعية الثقافية “ألا أوزرف” بحجرة النص ، الذي راح يشرح تاريخ المنطقة باعتباره عضوا بلجنة البحوث التاريخية، ليتم بعدها تكريم أخ الشهيد “عمران عبد العزيز” الحاج “عمران أحمد” بكتاب تاريخي فيه من الحقائق ما فيه، وسط أجواء مثالية أكد خلالها القائمون على هذا الصرح التربوي الجديد، عزمهم مواصلة رحلة التألق وإحياء المناسبات الوطنية رغم كل الظروف.

                                                                                                       سيدعلي.هـ