X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

توضيحات لا بد منها لأهل شرشال في قضية اعتداء رئيس البلدية على صحفي شرشال نيوز


 

كنت متأكّدا أنّ حادثة الاعتداء التي تعرّض لها صحفي شرشال نيوز سيد علي هرواس من طرف رئيس بلدية شرشال ستكون لها إفرازات وخيمة، لذلك يوم الحادثة اتصلت بجهات فاعلة في المدينة منها غير رسمية، ومنها رسمية و جهة مكلّفة بالسّهر على الاستقرار والسيّر الحسن للشأن العام ومؤسسات الدولة. الكلّ طلب مني التريّث للبحث عن سُبل لتسوية الوضع إخوانيا، فوافقت فورا إدراكا مني بأنّ تابعات القضية لن تكون بسيطة.

بعدها علمتُ أنّه تمّ الاتصال برئيس البلدية فرفض تقديم الاعتذار عن إساءته للصحفي. من جهتي اتّصلتُ بالمنسق البلدي للحزب الذي رشّح موسى جمّال لهذا المنصب، فطلب مني الصبر حتى يتصل بالأمين الولائي للحزب، فكان مني ذلك، غير أنّ ما بُلّغتُ به هو أنّ الحزب رفع يده عن القضية، وطلبوا مني عدم ذكر انتماء رئيس البلدية لحزبهم.

الحادثة وقعت يوم الأربعاء 10 ماي، وكنتُ أعلنت لكلّ الأطراف التي طالبت مني التريث، أني سأمهل الأمر إلى غاية يوم السبت 13 ماي مساء، وفي محاولة أخرى لإيجاد تسوية للوضع، قمتُ يومها بإبلاغ رئيس الدائرة السيد السعيد أخروف، وسلّمته المقال كاملا كما هو منشور (كان هذا الفعل تنازلا كبيرا مني وعلى مَضض)، وأبلغته أني سأمدّد مهلة الانتظار إلى غاية يوم الأحد 14 ماي.

صبيحة الأحد علمت أنّ أحد الأطراف الذي كان قد اتصل برئيس البلدية فرفض له طلب الاعتذار، اتصل أيضا بأحد أقرب المقربين من موسى جمّال والذي قد يكون له تأثير عليه. لكن دون جدوى، ورئيس البلدية لم يستشعر عاقبة الأمر، فقمتُ باطلاع الرأي العام بنشر المقال وإصدار البيان..

أما بالنسبة لالتقاط الصوت، الذي كان محل جدال البعض، فالصحفي كان يسجل مع الناقلين المضربين، الذين طلبوا منه مرافقتهم واستمر مع رئيس البلدية لما دخل فجأة، (التسجيل الكامل أطول مما هو منشور ويتضمن أحاديث أخرى) ثم من حقّه بل من واجبه في حالات فيها أطراف عديدة أن يسجّل تصريحات كل طرف، كي لا يتنكر أحد لتصريحاته بعد النشر، ثم أنّ القانون الجزائري واضح في هذا الأمر، فهو يمنع التقاط أو تسجيل أو نقل مكالمات أو أحاديث خاصة أو سرية، بغير اذن صاحبها أو رضاه، أو التقاط أو تسجيل أو نقل صورة لشخص في مكان خاص، بغير إذن صاحبها أو رضاه، كما تنص عليه المادة 303 مكرر من قانون العقوبات. ولكن التسجيل كان في مقر البلدية الذي هو مكان عمومي، والحديث لم يكن خاصا ولا سريا، بل كان أمام الملأ.

رأيت أنه من واجبي تقديم هذه التوضيحات للرأي العام المحلي خصوصا، ليعلم الجميع أنّه لم تكن في نيتنا الإساءة لأحد، بل كنا على استعداد للتسامح والتكتّم عن هذه الإساءة التي تعرضنا إليها، لاعتبارات عديدة ذاتية وموضوعية، منها دفع هذا الجدال الذي كنا ندرك أنّ تابعات صعبة ستترتّب عنه، علما بأنّنا تغاضينا عن الكثير من القضايا والممارسات التي تُعتبر مادة هامة للصحافة.. (وما أكثرها في أدراجنا) إلا أنّ تناولَنا الإعلامي كان يمسّ فقط المواضيع ذات الصلة بحياة المواطنين ومشاكلهم، والمساهمة في التنمية وتحسين الظروف المعيشية، كما أنّ الخط الافتتاحي لشرشال نيوز يضع الحفاظ على الاستقرار في أولى أولوياته.

موقفنا هذا، الذي جعلنا نمدّ يدنا للصفح والتسامح رغم الإساءة، يكفي للردّ عن كل الإشاعات خصوصا تلك التي تحاول تسييس الحادثة، فشرشال نيوز مستقلة وستظلّ كذلك فلو كانت نيّتنا مُبيتة لأمر ما، ما كنت لأنتظر خمسة أيام كاملة لإبلاغ الرأي العام بالحادثة. والآن، وإذ أشكر كل الجهات التي سَعت من أجل تسوية الأمر بهدوء ورزانة، إحساسا منها بالمسؤولية، من أجل اجتناب النتائج التي تُفرزها مثل هذه الحالات، وهي شاهدة على سعينا أيضا لاجتنابها، يتعيّن علينا أمام هذه التصرّفات وهذه المواقف التي لا تمتّ بأيّة صلة لقيّمنا ولا لسلوكات ممثّل للدولة، أن نشرع في إجراءات التقاضي، لتكون الكلمة الفاصلة للعدالة.

حسان خروبي

المدير مسؤول النشر

 





Powered By | Blog Gadgets