X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

تحت إشراف وزارة البيئة والطاقات المتجددة والتعاون التقني البلجيكي: جمعية هوم “HOME” بولاية تيبازة تطلق مشروعها “الصياد المسؤول” من مدرسة الصيد البحري بشرشال…الصيد المستدام أفاق مستقبلية..وحماية الثروة السمكية مسؤولية الجميع

 

تحت إشراف وزارة البيئة والطاقات المتجددة والتعاون التقني البلجيكي، نظمت جمعية “هومHOME ” (ترقية نشاطات الشباب والطفولة) بولاية تيبازة، حدثا مثاليا واستثنائيا عنوانه مشروع “الصياد المسؤول” و قوامه الدفاع عن الطبيعة…مكوناتها وكائناتها، وبالتنسيق مع مختلف الشركاء للوصول إلى نتائج ايجابية تعيد الحياة لقطاع حساس بات مهددا من طرف الإنسان، (جمعية هوم، المحافظة الوطنية للساحل، وزارة البيئة و الطاقات المتجددة، التعاون التقني البلجيكي، جمعيات الصيادين الحرفيين)، حدث استقر بمدرسة التكوين التقني للصيد البحري وتربية المائيات بشرشال صبيحة هذا الاثنين 20 نوفمبر، وسط أجواء كانت فيها العقول تسبح في كمّ هائل من المعلومات الثرية، تكفل بعرضها خبراء ومختصون في الميدان..اختلفوا باختلاف محاضراتهم و اتفقوا حول ضرورة الدفاع عن البحر باعتباره مخزونا للثروة السمكية و لم يكن يوما مزبلة عمومية.

هو لقاء جمع في طياته الكثير من المواضيع الهادفة لحماية الثروة السمكية، من خلال تنوير العقول حول الصيد بطريقة عقلانية بعيدا عن العشوائية في التجسيد، ومنه توعية مستخدمي البحر بمفاهيم الصيد المستدام، تكوين الصيادين على الصيد المستدام المسؤول، انجاز أدوات تربوية مع الصيادين: ميثاق الصيد المستدام ودليل للممارسات الصحيحة للصيد، وصولا لاستهداف مختلف الفئات (الصيادون و الجمعيات المحلية للصيادين الحرفيين، طلاب مدرسة الصيد البحري وتربية المائيات بشرشال، الصيادون الهواة و تحت الماء و أعضاء نوادي الغوص)، أما النتائج المتوقعة مع نهاية جانفي 2019 هو توعية حوالي 1000 شخص من مستخدمي البحر حول المشكلة، تكوين 60 من مستخدمي البحر على مفاهيم الصيد المستدام و استفادتهم من حصة غوص أولي تحت الماء، انجاز و توزيع ميثاق الصيد المستدام وكذا الدليل الخاص بالممارسات الجيدة للصيد البحري، على أن تكون هناك ورشات عمل تشاركية و تكوينية لفائدة مستخدمي البحر، انجاز أدوات التدريس (الميثاق و الدليل)، نشر الوثائق التي تم اعدادها وتوقيع الميثاق من قبل مختلف الشركاء.

المناسبة افتتحها مدير مدرسة التكوين التقني للصيد البحري وتربية المائيات “صالح وحيد”، بكلمة عبّر فيها عن سعادته البالغة باحتضان المؤسسة لحدث اعتبره مهما للغاية بالنسبة للمدرسة، “باسم وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري و إطارات المؤسسة، أرحب بجميع الحاضرين…ونحن بدورنا سنشارك جمعية “هومHOME” في هذا المشروع بتوفير مختلف الوسائل المتواجدة داخل المؤسسة، أشكر كثيرا هذه الجمعية التي اتصلت بنا…كلّنا نعمل من أجل الصياد كوننا مدرسة تكوّن الصيادين”.

ممثلة عن مدير البيئة لولاية تيبازة، عبّرت المكلفة بالإعلام و التحسيس و التربية البيئية “غزالي فوزية”، كشفت هي الأخرى سعادتها بالنشاط الذي تقوم به جمعيتا “ماري نوستروم” و “هوم” بولاية تيبازة، بعد استفادتهما من الدعم من طرف المملكة البلجيكية ..شاكرة جمعية ترقية الشباب و الطفولة “هوم ” على مجهوداتها المبذولة دفاعا عن الطبيعة رغم فتوة تأسيسها، مستهدفة مختلف الفئات و شرائح المجتمع…

ممثل الصيادين السيد “لوكاك امحمد” تحدث بلسان البحارة، شاكرا الطاقم الإداري لمدرسة الصيد البحري بشرشال على الاستضافة، منوها في تدخله حول الموضوع بمعاناة الصياد عند خروجه إلى البحر وعودته خالي الوفاض بسبب نقص الثروة السمكية، مؤكدا أنه طرح انشغالهم بقوة بالوزارة الوصية خاصة ما تعلق بتخصيص دخل شهري لهؤلاء خاصة في فصل الشتاء، مختتما كلامه بالتحسر لواقع سواحلنا بالمنطقة، المهددة أكثر من اي وقت سابق جراء التلوث قائلا “سيأتي يوم لا يمكننا حتى السباحة في البحر، ولا يجب الاستهانة بالنفايات البلاستيكية أيا كان حجمها، مادمت طعما للأسماك ومن ثم غذاء للإنسان”).

رئيسة جمعية “هومHOME ” سامية باليسترو” تستعرض أهداف جمعيتها النبيلة…مشاريع بالجملة حفاظا على البيئة والالتفاف حولها أكثر من ضرورة

منذ تأسيسها شهر أكتوبر من عام 2015، اتخذت جمعية هوم نادي الانترنت الموجود بميناء تيبازة مقرا لها، مباشرة سلسلة نشاطاتها التوعوية و التحسيسية تقودها المرأة التي استلهمها البحر طيلة 32 عاما غوصا في أعماقه بحثا عن حقيقة تلوثه، والحقيقة اكتشفتها من خلال إحصائيات و أرقام تؤكد جرائم الإنسان بطبيعة لا ذنب لها سوى أنها احتضنته وسط محيط نظيف خال من التجاوزات البيئية، لتجد نفسها مضطرة كجزء لا يتجزأ منها لرفع شعار التحسيس أملا في إيجاد آذان صاغية، لتختار هذه المرة مشروعا ميدانيا أطلقت عيله اسم مشروع “الصياد المسؤول”، أملا في تحقيقها لمعاني الصيد المستدام لفائدة 60 صيادا وعاملا بالمجال عبر بلديات قوراية، شرشال، تيبازة، بوهارون و خميستي، وفي رصيدها حاليا مشاركات  قيمة لمشاريع “سفراء البحر” مع سفارة فرنسا في الجزائر لفائدة 60 تلميذ (بلديات سيدي اعمر، الناظور، وعين تقوريت)، مشروع الصياد المسؤول، ومشروع الفرز الانتقائي للنفايات” مع سفارة كندا في الجزائر و مؤسسة نظافة ولاية تيبازة لفائدة سكان أحياء 50 و 80 مسكن وحي احمد بوقرة بالمنطقة، فاتحة باب الانخراط لكل الأشخاص المهتمين بالشؤون البيئية لتشجيع المحافظة على البيئة وتوازنها، لتؤكد بفكرتها الأخيرة مشروع “الصياد المسؤول” أنها مكسب حقيقي لسكان الولاية….

رئيسة المحافظة الوطنية للساحل “آيت حمودة ابتسام”: نحن نتّجه نحو انهيار مخزون الموارد الصيدية…مستخدمو البحر مسؤولون عن ذلك..ويمكننا بمشروع “الصياد المسؤول” الوصول إلى الصيد المستدام”

رئيسة المحافظة الوطنية للساحل بولاية تيبازة السيدة “آيت حمودة ابتسام”  و المكلفة بمشروع “الصياد المسؤول”، تدخلت بشروحات مفصلة حول الموضوع …مقدمة الأسباب الرئيسية لإطلاق هذا النشاط بالمنطقة، مندّدة بسنوات انتشرت فيها الممارسات الغير القانونية بعرض البحر و الصيد المكثف، ما فتح باب فقدان الثروة السمكية بجميع أنحاء العالم، وأن الوضع حاليا يسير نحو انهيار  مخزون الموارد الصيدية ونهاية النشاط الاقتصادي للصيد البحري، محمّلة المسؤولية كاملة لمستخدمي البحر و إدارة الموارد البحرية و النظم الايكولوجية ضروري حسب رأيها حتى تتمكن الأجيال المقبلة من الاستمرار و التمتع بها، من خلال إعطاء الوقت لتكاثر الأسماك “هدف المشروع هو توعية مستخدمي البحر بمفاهيم الصيد المستدام، وفي نهاية جانفي 2019 يجب تحقيق الأهداف المسطرة و عدم ذلك يعني فشل الفكرة التي انطلق التحضير لها في 1 أوت 2017 و تستمر على مدار 18 شهرا”.

الممثلة عن المدرسة الوطنية لعلوم البحر اقترحت بالمناسبة تعميم المشروع بكامل الموانئ بالجزائر، فيما أجابتها رئيسة جمعية “هوم” السيدة “سامية باليسترو” بنشاطاتها التي تقتصر فقط على حدود ولاية تيبازة، مع إمكانية دراسة ذلك مستقبلا لتعميم الفائدة و الخروج بنتائج ايجابية.

أما ممثلة المركز الوطني و البحث وللتنمية في الصيد البحري و تربية المائيات السيدة “لاموفي سعاد”، فاستعرضت ابرز المعاينات و التحاليل و النتائج الخاصة بالثروة السمكية و عن طريق حملات علمية دقيقة من سنة 2013 إلى يومنا هذا مقارنة بسنة 1974.

تدخلات و أسئلة مباشرة تحت أنظار الأسرة البحرية التي حضرت بقوة استجابة لنداء المشروع المستقبلي “الصياد المسؤول”، وهنا…رسم ممثّل حراس السواحل حضوره رفقة رئيس جمعية حماية وترقية المستهلك و بيئته بولاية تيبازة السيد “حمزة بلعباس” وجوده، وكذا ممثل جمعية ماري نوستروم (شرشال) و مديرة دار البيئة، حينها رفع تدخله المتحسر للتلوث الرهيب الذي يهدد الثروة السمكية في البحر، أين ربط ذلك بأسعار هذه المنتجات بالأسواق، مقدما سؤال هل صحيح أن الثروة السمكية في طريق الانقراض؟ وبم تفسرون تواجد كريات بيضاء في بطن الأسماك؟ وهل هي بيضات أم انها طفيليات تشكل خطرا على جسم الإنسان؟ كما واصل ذات المتحدث معبرا عن أسفه الشديد للطريقة العشوائية التي يتم بها الصيد معتبرا إياها جريمة يجب أن يعاقب عليها الجناة، مبديا تضامنه اللامشروط مع الصيادين المتأثرين بأزمة نقص الثروة البحرية، مقدما اقتراحا بغلق فترة الصيد لمدة شهرين على الأقل و تخصيص دخل شهري لهؤلاء من طرف السلطات العمومية (تحت تصفيقات الحضور).

البروفيسور “نوار احمد” يتحف الأسرة البحرية بمداخلة علمية رائعة…ينال ثناء الجميع وأصوات تعتبره موسوعة ثقافية

ابن مدينة شرشال الأستاذ و البروفيسور “نوار احمد” أتحف الأسرة البحرية بمداخلة علمية بامتياز، استجاب لها الحضور استماعا و إنصاتا واختتمها تحت تصفيقات الجميع، كيف لا و الأمر يتعلق بنصائح و توجيهات ميدانية وجهت للصيادين و لطلبة مدرسة الصيد البحري بشرشال، داعيا إياهم للتحلي بروح المسؤولية تجاه الطبيعة البحرية، فالبحر لم يكن يوما حسب رأيه مزبلة و الأمور من سنة 1980 ليست على ما يرام، مطالبا إياهم باحترام قوانين الطبيعة دون تجاوز خطوطها الحمراء و مقدما لهم نصائح قبل و أثناء و بعد الانتهاء من عملية الصيد بطريقة استهلاكية أمنية، متحسرا في الأخير على الوضعية الكارثية التي آل إليها ميناء شرشال المتعفن مؤخرا بالنفايات، دون أي تدخل يرد له الاعتبار..

سيدعلي هرواس/مراد ناصح