بمناسبة الفاتح من نوفمبر: دائرة شرشال تحيي الذكرى الثانية والستين لاندلاع الثورة التحريرية… تستحضر أرواح أبطالها وتدعو الشباب للوفاء برسالة الشهداء

عاشت مدينة شرشال أمسية هذا الاثنين 31 أكتوبر أجواء تاريخية مثالية، صنعتها السلطات العمومية المدنية والعسكرية والأمنية، مواطنون، أباء و أبناء، أرادوا إحياء ليلة لم تكن كسائر الليالي بل كانت مثالا في الإرادة والشجاعة لاسترجاع الحرية من الاستعمار الفرنسي بشعار “ما اخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة”، حتى وان تطلب الأمر تقديم النفس والنفيس من اجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة.

ذكرى الفاتح من نوفمبر لعام 2016 لم تمر مرور الكرام بشرشال، بل أرادها سكان المدينة أن تكون وقوفا وترحما على أرواح شهداء إن بحثت في تاريخيهم وجدتهم رجالا وأبطالا لم يكن الموت ليخيفهم، بل كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب خلدت إلى يومنا هذا تحت رداء ثورة جزائرية تحريرية بنكهة دينية ربانية خالصة، ليخبرنا التاريخ أن الذين رفعوا شعار التحدي هم فتية امنوا بربهم و بإمكانياتهم المتواضعة والمحسوبة على أيدي الأصابع، إلا أنها لم تكن يوما حائلا أمام رفعهم لراية الحرية.

الحدث حضرته السلطات المحلية ممثلة في رئيسي دائرة وبلدية شرشال “السعيد أخروف” و “موسى جمّال”، ونوابه بالمجلس “جمال أوزغلى”، “فيصل عزاز”، فتحي مخطور”، “فتحي حاكم” والأمين العام “هواجي مولود”، أفراد الجيش الوطني الشعبي، رئيس أمن الدائرة، قائد الدرك الوطني بالمنطقة، قائد وحدة الحماية المدنية، رئيس مندوبية المجاهدين السيد “بريش احمد”، مسيرة المكتبة السيدة “سبتي تفيدة”، الأمين العام للدائرة “حسان تيتوامان”، ممثل الآفلان “محمد فطومي”، رئيس مكتب المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي بشرشال “شبيلي رشيد”، مجاهدين وأئمة المساجد بالمدينة وشخصيات معروفة بالمنطقة، 

الساحة العمومية لشرشال كانت مسرحا لعرض اشرف عليه رئيس الوفاق الشرشالي للرياضات القتالية “بن رحمون محمد”، الذي جنّد تلاميذه للخروج إلى الميدان و إمتاع الجماهير بفنيات لقنها إياهم أثناء التدريب،

في دورة استعراضية ودية جلبت اهتمام المواطنين الذين توافدوا بقوة للمتابعة، أين لقي المشاركون فيها الثناء و التشجيع لمواصلة الجهود تألقا في الاستحقاقات المقبلة.

الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج عبد الحميد ابن باديس بشرشال، استعرضت أنغامها وأناشيدها بفرقتها النحاسية انطلاقا من دار الشباب وصولا إلى الساحة العمومية، وهنا…كان الجمع المحتفل بهذه المناسبة على موعد مع التمتع بألحان مجدت الوطن و تغنت بشهداء الجزائر، في مشهد رفع فيه الكبار والصغار علما مات لأجله مليون ونصف مليون شهيد، ومرددين في الوقت ذاته شعار “تحيا الجزائر”.

مكتبة البلدية هي الأخرى كانت مسرحا لمعرض يسرد تاريخ الثورة التحريرية المجيدة، أشرفت عليه الكشافة الإسلامية فوج عبد الحميد ابن باديس و جمعية الإحسان، وبعناية خاصة من طرف مسيرة المكتبة “سبتي تفيدة”،

أين يسلط الضوء على العديد من الشهداء والمجاهدين الذين حركوا عجلة الحرية نحو الإمام، وكذا محاضرة تحدث فيها الأستاذين “الشيخ جلاوي” و الأستاذ “عبد الحميد ولد خاوة” رفقة إمام المسجد الكبير “الشيخ جنادي”، عن ابرز المحطات التي سبقت إعلان ثورة نوفمبر المجيدة داعين الشباب للوفاء لهؤلاء الشهداء والمحافظة على نعمة الأمن.

هي مسرحية تضاف إلى قائمة النشاطات النوعية التي يسهر فوج الكشافة لتجسيدها في المناسبات الوطنية تحت عنوان “الجزائر…العلم الوطني”، وبمقدمة هادفة افتتحتها المرشدة “إيمان خروبي” بكلمات سلطت الضوء على امجد الثورات التحررية.

ليتناول عرض المسرحية الرفض القاطع للشعب الجزائري لكل أشكال الاستعمار، أما الخاتمة…فجمعت بين ألوان العلم الوطني.

الساعة كانت تشير إلى الثانية عشرة ليلا حينها كان الجمع المحتفل على موعد مع رفع العلم الوطني بساحة الشهداء، بحضور مميز لأفراد الجيش الوطني الشعبي ولعناصر الكشافة بالمدينة والعديد من المواطنين بما فيهم الأطفال ذكورا وإناثا، في مشهد كان بمثابة فسيفساء وقفوا فيه استماعا للنشيد الوطني  رافعين رايات الجزائر، ليقوم إمام المسجد العتيق الشيخ “سليمان” بعد وضع إكليل من الزهور بقراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء،

السلطات المحلية والأمنية سطرت هدف التوجه صبيحة هذا الثلاثاء 1 نوفمبر لمقبرة شهداء الدائرة بسيدي غيلاس، أين التحق بمسرح الحدث رؤساء بلديات كل من حجرة النص “محمد أحفير”،  سيدي سميان “باحو علي”، “سيدي غيلاس “تغيرينت جيلالي”، مدير مدرسة التكوين التقني للصيد البحري وتربية المائيات “صالح وحيد”، مدير مركز التكوين المهني والتمهين بشرشال “حمود لواكد”، مدير دار الشباب بسيدي غيلاس “عصماني زهير”، جمعية محمد علي للرياضات القتالية والفردية تحت إشراف المدرب “مليحي محمد”، فوج الوحدة للكشافة الإسلامية وقدماء الكشافة الاسلامية بسيدي غيلاس، وشخصيات معروفة بالمنطقة، ليلقي إمام المسجد الكبير “الشيخ جنادي” بعد الاستماع للنشيد الوطني كلمة دعا فيها إلى ضرورة الوفاء لرسالة الشهداء، مستحضرا في تدخله العديد من الآيات التي تثبت أن الشهيد حي يرزق عند ربه.

بلدية شرشال واصلت برنامجها المتعلق بمناسبة أول نوفمبر تنقلا لمزرعة بلحسن، أين تم تسمية أحد المجمعات السكنية باسم الشهيد “عبد السلامين عبد القادر”، وتم التطرق إلى نبذة تاريخية عن حياته الثورية، والاستماع لأحد مقربيه كشهادة حية للدور الذي قام به لمجابهة الاستعمار الفرنسي.

تلاميذ مدرسة المهام الجديدة يبدعون …يتألقون …ويؤكدون تعلقهم الشديد بالوطن

مدرسة المهام الجديدة حول اسمها بمناسبة الفاتح من نوفمبر إلى المجاهد المتوفي “أوسعيد علي”، بحضور مميز للأسرة التربوية يتقدمهم المفتش الإداري لمقاطعة شرشال و سيدي غيلاس، المديرة والعديد من الأساتذة والأولياء، الذين شاهدوا عن قرب وبكثير من الفرحة تألق أبنائهم في سماء هذه المناسبة، التي أثبتوا خلالها تعلقهم الكبير بالوطن من خلال عرض ومعرض، جسدوا فيه معالم تاريخ جزائري بأناشيد وطنية، وقبلها …أنشودة ترحيبية بكلمات بريئة زادت المقام مقالا !، فاستحقوا بذلك العلامة الكاملة نظير المجهودات التي بذلوها لإحياء ذكرى اندلاع الثورة رفقة زملائهم في كامل المدارس الابتدائية.

تلاميذ المدرسة أرادوا استقبال السلطات المحلية بطريقة خاصة، حين راحوا يزرعون أشجارا تحدثوا عن خصائصها وسماتها وسط أجواء رائعة، شارك فيها المسؤولون فرحة زراعتها رفقتهم، مؤكدين حرصهم الشديد على الاعتناء بها، لتجسيد مساحة خضراء تكون سببا في إعطاء نظرة جمالية للمؤسسة.

التلميذة “ندى غولي”…خطفت الأضواء والأنظار بشعر كان لسانها الفصيح ينطقه بسلاسة كبيرة، فاستحقت العلامة الكاملة نظير تألقها المبكر (السنة الثانية ) في عرض قصيدة شعرية بطريقة صفق لها الجميع، ودفعت رئيس مندوبية المجاهدين بالمدينة السيد “بريش أحمد” للتدخل، موجها جزيل شكره لكل القائمين على شؤون المؤسسة على رأسهم المديرة، مثنيا على التربية الأخلاقية والتاريخية التي تلقّاها هؤلاء التلاميذ، متمنيا أن يكون هذا الصرح مثالا يقتدى به من طرف باقي المؤسسات التربوية.

الشروع في تقديم جوائز على عائلتي الشهيد “عبد السلامين عبد القادر” و المجاهد المتوفي “أوسعيد علي”، بالإضافة إلى تكريم بعض التلاميذ النجباء رفعا لمعنوياتهم و تشجيعا لهم على مواصلة المثابرة والاجتهاد…

                                                                                                  سيدعلي هرواس