بعد سنوات من الانتظار والترقّب: الوعود الكاذبة تدفع سكان باكورة وبن صالح إلى غلق الطريقين المزدوج والوطني رقم 11 ورئيس الدائرة يتدخل
أقدم صبيحة هذا الأحد 24 جانفي العشرات من المواطنين من سكان دوار باكورة وبن صالح وبركان بشرشال إلى غلق الطريق الوطني رقم 11 والطريق السيار الرابط بين شرشال والعاصمة، في يوم استثنائي اعتبروه حافلا بالمشاكل الحمراء، مؤكدين أن الطريقة الوحيدة والمثلى لإيصال انشغالاتهم للسلطات المحلية والولائية، هو الإقدام على غلق كل المنافذ المرورية والمطالبة بحضور المعنيين ودعوتهم لتفقد الأوضاع عن قرب.
الساعة كانت تشير إلى الثامنة صباحا، عندما جسد سكان باكورة فكرة قطع الطريق في الميدان، أين بدأت ملامح الحركة المرورية الخانقة في الظهور شيئا فشيئا، خاصة وأن توقيت الحادثة جاء في وقت سطر فيه الطلبة والركاب والعمال هدفهم للوصول إلى مناصب عملهم، ليصطدموا بقرار جاء عنوة وقهرا نظرا للإهمال والوعود التي كانوا يتلقونها سابقا من طرف المعنيين.
طـــــرقات لا تصلح حتى للزراعة فكيف بالمشي
هذه هي طرقات أحياء باكورة وبن صالح ودوار بركان التي دفعت السكان للخروج للميدان، منددين بالسياسة المنتهجة من طرف السلطات المحلية، والتي قالوا عنها سياسة الهروب إلى الأمام والممزوجة بالوعود الكاذبة، رئيس بلدية سيدي اعمر كان السبّاق للتوجه لمكان الحدث، متحدثا إلى المقدمين على غلق الطريق، داعيا إياهم للتحلي بروح الإنصات والصبر والتريث ومحاولة إيجاد الحلول بطريقة سلمية.
التوجه إلى قلب حي باكورة يمرّ عبر الأوحال والبرك المائية والمستنقعات، نتيجة أشغال الشركة الصينية التي اتخذت من هذا المكان مقرا للتزود بالماء والمقابل بدوره للسكنات الجديدة، شرشال نيوز تفقدت العديد من النقاط السوداء بالمنطقة ورصدت تذمرا كبيرا وسخطا من طرف السكان، مركزين على ضرورة الإسراع في تهيئة الطريق الذي يشكل حيزا مهما في مطالبهم الملحة.
دوار باكورة يتحوّل إلى مفرغة عمومية بسبب النفايات
لم يستفيقوا إلا على وقع تحوّل حدود أحيائهم إلى مفرغات عمومية، بعد الانتشار الرهيب والعشوائي للنفايات والقمامة، المواطنون لم يترددوا في توجيه أصابع اتهامهم لعمل مصلحة النظافة، متهمين إياهم بالإهمال، مؤكدين في حديثهم أن القمامة تبقى في مكانها لأيام وأسابيع دون الالتفاتة إليها، متسائلين أن كان حيّهم في قائمة الأحياء المعنية بالنظافة.
سنوات مضت والحال بقي على حاله، والصورة التي أقلقت كثيرا سكان باكورة هوقيام مصالح النظافة صبيحة هذا الأحد 24 جانفي بخلط النفايات بالتراب، وذلك بالاستعانة بآلة للحفر لردم القمامة وإخفائها عن الأنظار، في مشهد فاحت منه جليا رائحة الغش والخداع، أما المواطنون فلم يجدوا تفسيرا واضحا للعملية، التي قالوا عنها أنها جاءت بعد انتشار خبر إقدامنا لغلق الطريق مساء السبت 23 جانفي.
الطريق لم يفتح إلا بوصول رئيس الدائرة وغياب رئيس البلدية حيّر السكان
لا يزال الخروج إلى قطع الطريق واحدا من الحلول التي ينتهجها المواطنون لإيصال صوتهم للرأي العام، وهوما أكّده سكان باكورة ودوار بركان وبن صالح اثر إقدامهم على غلق الطريق السريع والطريق الوطني رقم 11 في وقت واحد، وهنا تعالت الأصوات المطالبة بقدوم السلطات المحلية، مصالح الدرك الوطني حاولوا إقناع المواطنين باختيار ممثلين عنهم للذهاب إلى رئيس الدائرة وطرح مشاكلهم، ومنه فتح الطريق التي كانت تشهد حركة مرورية خانقة، إلا أنّ طلبهم ضرب عرض الحائط إلى غاية قدوم رئيس الدائرة فكان لهم ما أرادوا، مستفسرين عن سبب غياب رئيس البلدية.
رئيس دائرة شرشال السيد “السعيد أخروف” رسم حضوره رفقة قائد الدرك الوطني بالمنطقة، وواجه بكل صراحة السكان المقدمين على قطع الطريق، “أنا رئيس الدائرة الذي تتحدثون إليه لأول مرة، اختاروا من يمثلكم للحضور إلى مقر الدائرة ومناقشة أبرز المشاكل المطروحة بحيّكم، وأعدكم بإلقاء نظرة تفقدية هذا المساء لمعاينة الأوضاع”، لتترسم بعدها ملامح الاستجابة لكلماته من خلال فتح الطريق، واختيار ممثلين كلّفوا بالتوجه مباشرة إلى مقر الدائرة، وهناك كان رئيس البلدية في انتظارهم والاستماع لانشغالاتهم.
وقد أكّد أحد ممثلي دوار باكورة لشرشال نيوز، أن اللقاء الذي جمعهم برئيس البلدية ورئيس الدائرة، كان بهدف وضع النقاط على الحروف والاستفسار عن سبب تأخّر تزفيت الطريق الرئيسي للحي، أين أكدوا لهم أن ميزانية هذا المشروع متوفّرة وكل الأمور جاهزة فقط الأمر يتعلق بانتهاء أشغال الشركة الصينية، خاصة وان هذا المسلك يعرف حركة كبيرة للشاحنات ذات الوزن الثقيل، كما اغتنموا فرصة لقائهم بالمسؤولين لطرح مشاكل الإنارة والنظافة، ممنين النفس بمسجد يمكنهم من أداء صلاة الجماعة، إلا أن مشكل العقار حال دون استفادتهم من قطعة أرضية تخصص لذلك.
هـ.سيدعلي
