X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

بعد التعليمات التي وجّهها الوالي “موسى غلاي” في زيارته الأخيرة: السلطات المحلية لشرشال تنظّم حملة تنظيف واسعة بحي المهام..العلامة الكاملة لرجال الكشافة الإسلامية…وتعميمها بباقي الأحياء أكثر من ضرورة

شنّت السلطات المحلية لبلدية شرشال صبيحة هذا السبت 22 جويلية حملة تنظيف واسعة بحي المهام، وذلك بالتنسيق مع الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج عبد الحميد ابن باديس، أجواء أرادها القائمون عليها أن تكون استهدافا للنفايات المحيطة بحدود السكنات المقترحة للتوزيع في غضون أيام، كمقدمة لاستكمالها بباقي الأماكن واستجابة لتعليمات والي ولاية تيبازة “موسى غلاي”، التي أملاها للمسؤولين خلال زيارته التفقدية الأخيرة، داعيا إياهم رفقة مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري للعمل وبذل الجهود للقضاء على هذه المظاهر المشوهة لسمعة المدينة، واستعدادا لاستقبال المرحّلين الجدد لسكناتهم وسط محيط نظيف وخال من القمامة و الحشائش اليابسة.

 

الساعة كانت تشير إلى الثامنة صباحا… حينها عرف حي المهام حركة غير عادية، صنعها شباب  و براعم الكشافة الإسلامية فوج عبد الحميد ابن باديس تحت إشراف رئيسها “سعدي عبد القادر”، الذي راح يوجه تعليماته القاضية بالانتشار بمختلف النقاط السوداء، مسلحين بعدد كبير من الأكياس البلاستيكية، ومسطرين هدف جمع القمامة والنفايات القابلة للرفع يدويا، على أن تترك الحشائش ..التراب و النفايات الصلبة لآلات الحفر  لشحنها على متن شاحنات خاصة، مؤكدا أن فوجه مستعد لتلبية نداء المواطنين بكامل الأحياء وفق برنامج خاص، ودعمهم لتجسيد حملات تنظيفية ترد الاعتبار لمحيط بناياتهم خاصة الواقعة بقلب المدينة.

 

رئيس بلدية شرشال السيد “موسى جمّال” حضر الحدث إشرافا و مشاركة رفقة نائبه بالمجلس “فتحي مخطور”، وكذا رئيس المصلحة التقنية للبلدية “بطاش ابراهيم”…وقوفا على مدى سيرورة أشغال عنوانها “النظافة مسؤولية الجميع”، حين تمكّنت آلات الحفر من إخراج الأطنان من النفايات بعد سنوات صرفت فيها الأنظار عن محيط هاته البنايات، لتكون زيارة الوالي الأخيرة فرصة لتحرّك الإدارة ميدانيا من جهة و إعادة إحياء روح المبادرة في نفوس المواطنين من جهة، وبينهما عزوف و حضور محتشم لأبناء حي المهام، المكتفين بأضعف الإيمان تفرّجا وفي وجود الإمكانيات المادية واليدوية، رغم مطالبتهم سابقا بتوفير هذه الظروف للوقوف جميعا، وقفة تنظيف لواحد من أكبر الأحياء بالمدينة …ما جعل عمّال النظافة و رجال الكشافة الإسلامية يتحسرون لواقع غياب المجتمع المدني والجمعيات الناشطة بالمدينة عن مبادرة… قوامها الدفاع عن الطبيعة والنظرة الجمالية للحي.

 

هم أطفال الكشافة ورغم صغر سنّهم إلا أنهم قدموا درسا للكبار حول الثقافة البيئية، وفي كيفية الحفاظ على نظافة البيئة و المحيط، من باب التطوع و العمل ككتلة واحدة للخروج بنتائج ايجابية، تفتح باب مبادرات أخرى تمس باقي الأحياء دون استثناء (شهريا على الأقل)، أين أكد نائب رئيس البلدية و المكلف بالشؤون الاجتماعية “فتحي مخطور” لشرشال نيوز، أن السلطات المحلية تنتظر تنسيقا وتحرّكا جدّيا لسكان الأحياء، لتسخير إمكانياتها المادية و البشرية خدمة للبيئة و المحيط، مثنيا في الوقت ذاته على الاستجابة الكبيرة لعناصر الكشافة بشرشال (ذكورا و إناثا)، التي أثبتت هي الأخرى احترافيتها و مجهوداتها المبذولة بالميدان، لتضاف حملتها التنظيفية إلى قائمة نشاطاتها الساعية بها لتنوير العقول، ودفعها لاتخاذ قرارات من شأنها أن تفيد العام والخاص، فنظافة العقول حسبهم طريق نحو وعي بيئي سليم..والعكس صحيح.

 

مبادرة استحسنها كثيرون ممن أرادوا تقديم المساعدة، فاستحقوا بذلك الثناء و التقدير نظير مجهودات تم بذلها تحت درجة حرارة عالية، كان فيها عامل النظافة رجلا بامتياز ولسانه يتحدث بكثير من التحسر، للتجاوزات التي يرتكبها بعض المواطنين بالرمي العشوائي للنفايات، ما يصّعب مهمة رفعها ووضعها بمكانها المخصص، حقيقة لطالما اشتكوا منها ويأملون في ضمائر حيّة تحس بمشقة عملهم.

 

العلامة الكاملة لجميع المشاركين في حملة التنظيف بحي 18 فيفري بالمهام، ويقابلها ضرورة تجسيدها بباقي الأحياء بالتنسيق مع المواطنين و الجمعيات الحاضرة الغائبة، فشرشال في الفترة الأخيرة بحاجة ماسة لحملات التنظيف والمداومة عليها، دون انتظار أي مناسبة أو ضغطا من طرف المسؤول الأول بالولاية “موسى غلاي”، مادامت صورة المنطقة ونظرتها الجمالية …مسؤولية الجميع.

سيدعلي.هـ