X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

بسبب النقص الفادح في الهياكل وعدم تدخّل السلطات: تراجع كارثي للرياضة في سيدي غيلاس والفاعلون يستغيثون لتجنّب موسم أبيض

sport-sidi-ghiles1

أجمع الفاعلون في القطاع على أنّ الرياضة ليست بخير في بلدية سيدي غيلاس التي كانت قبل سنوات خزّانا لطاقات شبانية تجاوز تألّقها حدود ولاية تيبازة، وانطلقت في تزويد النخب الوطنية بأبطال ينبئون بمصير الكبار. غير أنّ هذا التراجع يُرجعه مؤطرو الرياضة في سيدي غيلاس ومحرّكوها أساسا إلى النقص الفادح في الهياكل الرياضية، والتدهور الكارثي الذي تشهده تلك الموجودة، فالملعب البلدي لم يعد صالحا لاستقبال المباريات الكروية للاتحاد الرياضي والقاعة المتعددة الرياضات أصبحت تهدّد بالنكبة.

sport-sidi-ghiles8

السكوت المطبق للسلطات المحلية والقطاعية زاد من إحباط لعزيمة المشتغلين بالحقل الرياضي بسيدي غيلاس، فرغم الشكاوى المتكرّرة وبمختلف الطرق الإدارية والإعلامية غير أنّ الوضع لا يزال على حاله، ولم تشهد الحالة أيّ تحسّن أو محاولة لتدارك الأمر.

sport-sidi-ghiles3

وللاطّلاع على الوضع عن قرب، التقت شرشال نيوز نخبة من المسيرين الذين أجمعوا على أنّهم على مشارف موسم رياضي أبيض كما صرّح محمد مليحي رئيس نادي محمد علي للرياضات الفردية والقتالية، النادي الذي أطّر المواهب الرياضية ودعّمها بدنيا وأخلاقيا، فالرياضة بالنسبة لمحمد مليحي هي عمل تربوي بالدرجة الأولى تسمح بإنتاج مواطن سليم من كل الجوانب. فنادي محمد علي يُعدّ من أهم الأندية والجمعيات الرياضية في ولاية تيبازة يؤطر أكثر من 300 منخرط موزعين على فروع الملاكمة، كيغبوكسينغ، تنس الطاولة، الرماية، ألعاب القوى، الريشة الطائرة الذي يعتبر جديدا في ولاية تيبازة ويترأسه خالد بوخيران، والأيروبيك الخاصة بالنساء، وقد تمكّن من القفز إلى المستوى الوطني بفضل مشاركات عديدة في مناسبات وطنية تحصّل فيها رياضيو  النادي على مراتب بطولية، من خلالها استُدعيّ بعضهم إلى تربّصات في الفرق الوطنية.

sport-sidi-ghiles9

وإن فتحت النادي أبواب التسجيلات لهذا الموسم كما صرّح رئيسه إلا أنّ الأداء والنتائج لن يكونا في مستوى طموحاته وقدرات ممثليه بسبب الإهمال الذي تعيشه سواء لشحّ مساعدات مديرية الشباب والرياضة التي لا تلتفت إلى العديد من الرياضات خصوصا المصنّفة غير الأولمبية، أو للظروف السيئة للهياكل الرياضية واللامبالاة التي تمارسها السلطات المحلية تجاه هذا النشاط الحيوي الهام .

sport-sidi-ghiles2

الملاكمة هي إحدى الفروع المهمة التي تستقطب أبناء سيدي غيلاس وأبناء المنطقة، وقد بيّنت المشاركات والنتائج التي حقّقتها نجاح هذا النوع من الرياضة في سيدي غيلاس، ففي الموسم الرياضي 2015/16 شاركت عناصر نادي محمد علي في عدد من البطولات حيث تحصّلت على المرتبة الرابعة في البطولة الوطنية، والأولى في البطولة الولائية، كما تحصّلت على المرتبة الثانية بالبطولة الجهوية بتيزي وزو، والمرتبة الأولى في كأس الجزائر ببوسماعيل، غير أنّ رئيس فرع الملاكمة صالح مليحي صرّح أنّه “لا يمكن الحفاظ على هذه السمعة في ظلّ هذه الظروف التي نعيشها”، كما أضاف أنّ “النادي قدّم طلبا لاستغلال قاعة دار الشباب غير أنّنا لم تتلقّ أيّ ردّ لحدّ الآن”، ما يرهن مستقبل الشباب الذين أثبتوا إمكانيات تألّقهم وطنيا والذهاب إلى الأبعد.

sport-sidi-ghiles7

كما تشهد الأيروبيك الرياضة الخاصة بالنساء انتشارا سريعا واستحبابا لدى النساء إلى أنّ غياب الامكانيات، وموقع القاعة لا يساعد كثيرا على الإقبال نحو هذه الرياضة كما صرّحت رئيسة الفرع الآنسة تبرقوقت سومية.sport-sidi-ghiles10

ولا تختلف أوضاع فرع تنس الطاولة عن غيرها من الفروع، رغم أنّ حاجيات هذا النوع من الرياضة واضحة وغير مكلفة إلا أنّ شحّ المساعدات أتعبت المشرفين على هذا الفرع من أجل إطلاقه ووضعه على السكة كما أكّد رئيسه نبيل لعباسي.

sport-sidi-ghiles4

هذا الوضع المتدهور لم يقتصر على نادي محمد علي، بل هو ظاهرة عامة للرياضة في المدينة، فرئيس الاتحاد الرياضي لبلدية سيدي غيلاس السيد طارق طيبي عبّر بشكل صريح عن خصوصية هذا لموسم الذي شهد غيابا تاما للسلطات المحلية التي لم تحضر الجمعية العامة رغم دعوتها، ويضيف أنّ “الموسم افتُتح باجتهادنا الخاص وإمكانياتنا الخاصة ففريق كرة القدم ينشط في الجهوي الثاني بملعب دون حجرات لتغيير الملابس ما جعل لجنة تأهيل الملاعب برابطة البليدة ترفض الملعب البلدي، دون الحديث عن أرضيته الترابية التي لا تصلح لإجراء مقابلات رسمية”.

sport-sidi-ghiles6

وللعلم، فإنّ فريق اتحاد سيدي غيلاس يستقبل هذا الموسم بملعب 19 مارس بحجرة النص، ما يعقّد المهمّة حتى لأنصار الفريق ومشجعيه الذين يضطرون إلى التنقل إلى بلدية حجرة النص لتشجيع فريقهم، ما من شأنه أن يصعّب مهمّة التغطية الأمنية.

sport-sidi-ghiles5

الاتحاد الرياضي بدوره يضمّ عدّة فروع الكاراتي، كرة السلّة، والفاندوفان إضافة إلى كرة القدم، ما يجعله في حاجة إلى هياكل رياضية، غير أنّ المتوّفر حاليا في سيدي غيلاس هو القاعة المتعددة الرياضات التابعة لديوان المركب المتعدد الرياضات، الذي يفرض على مستعمليها دفع حقوق الاستغلال، لكن هذه القاعة تدهورت حالتها السنوات الأخيرة إلى أن أصبحت منكوبة، فرغم أنّها مغطاة إلا أنّها تتحوّل إلى بحيرة ماء عند تساقط الأمطار لاهتراء سقفها، فهي لم تعرف أيّة عملية صيانة منذ بناءها كسوق فلاح حتى جدرانها لم تطلى منذ ذلك الوقت، إضافة إلى انعدام الأمن على محيطها، ومع هذا يعمل مؤطرو الرياضة بسيدي غيلاس على عدم ايقاف الحركة الرياضية، موجهين نداء استغاثة إلى السلطات لايجاد حلول سريعة حيث طالب بعضهم بتخصيص محلات الرئيس المهجورة والتي تحوّلت إلى أوكار للانحراف وتحويلها إلى قاعات للرياضة مما قد يغطي النقص الفادح في الهياكل والمرافق الرياضية لمدينة أصبحت رائدة للعديد من الرياضات، وأكّدت ذلك بصعود أبطالها منصات التتويج في منافسات جهوية ووطنية  وانطلقت حتى في تزويد النخب الوطنية بعناصر قد يكون لها شأن في رفع راية الجزائر في المحافل الدولية إذا ما حُظيت بالعناية اللازمة….

ح.خ

sport-sidi-ghiles