X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

بالتنسيق مع مختلف المصالح ووسط أجواء تطوعية: حملة ردّ الاعتبار لمدينة شرشال تتواصل من الواجهة البحرية هذا السبت 17 فيفري وعمّال النظافة يلتفّون حول رئيس البلدية “جمال أوزغلة”

جدّدت بلدية شرشال صبيحة هذا السبت 17 فيفري حملتها التنظيفية بالواجهة البحرية، مسخّرة مختلف إمكانياتها المادية والبشرية لإنجاح مبادرة رد الاعتبار، لمساحة تكمن أهميتها في إطلالها على الميناء..قبل أن تتحول مؤخرا لمزبلة حقيقية بأياد صديقة، تجاوزت الساحة العمومية منتهكة حرمة البيئة والمحيط، لتتشكل ملامح صور فاحت منها رائحة القذارة…حينها كان واجب التدخل من باب إنقاذ مدينة رفعت قبل عقود مضت شعار “الحضارة”، مبادرة باشرتها السلطات المحلية عبر مختلف الإعلانات الهادفة بالمساجد لاستعطاف قلوب المواطنين، الراغبين في تقديم يد المساعدة إثباتا للوجود وتضافرا للجهود، والاستجابة هنا…لم تتجاوز حدود الاحتشام …بكثير من علامات الاستفهام.

غياب المجتمع المدني لم يؤثر في نفسية القائمين على هذا النشاط دفاعا عن الطبيعة، وكمقدمة لتهيئة نهائية لواجهة ستكتسي قريبا حلتها الجميلة، أين وقف “عمّال النظافة” للبلدية وقفة رجل واحد منتشرين على طول وعرض المساحة المعنية بالتنظيف، وبالتنسيق مع مقاولين (تكفي العربي، سعيداني، نعدية إسماعيل و أحمدوش) موّلوا الحملة بالشاحنات وآلات للحفر ورفع النفايات، مقاطعة الغابات، قسيمة الري لدائرة شرشال، شباب مسجد الرحمن، الكشافة الإسلامية فوج عبد الحميد ابن باديس، رئيس المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي “رشيد شبيلي”، الذين أثبتوا حضورهم وكلهم أمل في طي صفحة واجهة لطالما وصفت بالنقطة السوداء بالمدينة.

رئيس دائرة شرشال “السعيد أخروف” كان ضمن المشاركين في هذه الحملة رفقة رئيس البلدية  “جمال أوزغلة” و نوابه (فيصل عزاز، خالد عبدي، محمد خروبي، الأمين العام “هواجي مولود”، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية “حسين بحير”، عضوي الهيئة التنفيذية “سليم أوقوشيح” و “سيد احمد نوراية”)، حيث أبدى رئيس البلدية تحّسره بمعية رئيس الدائرة عن غياب المجتمع المدني، المكتفي بالتفرّج على عمّال النظافة وهم يبذلون قصارى مجهوداتهم، بعيدا عن الأضواء واختفاء بعضهم وراء مواقع التواصل الاجتماعي انتقادا للوضع المتعفن بالمدينة، موجها تعليماته بالميدان ومشاركا إياهم حملة تنظيف أراد ن خلالها إشراك المواطنين أملا في تجديد العلاقة بين الإدارة والمواطن، وبينهما…مسؤولية يتحمّلها الجميع خاصة عندما يتعلق الأمر بنظافة المدينة، بعيدا عن الاكتفاء بالتفرج والانتقاد وراء صفحات الفايسبوك..حسب تصريحات الكثيرين لشرشال نيوز.

أشبال وشبلات الكشافة الإسلامية فوج عبد الحميد ابن باديس رسموا وجودهم المعهود واللامشروط بطريق الميناء منذ الصباح الباكر، وبأياد بريئة افتقدت لقفازات تحميهم من أخطار مسك النفايات الصلبة والحديدية، إلا أن ذلك جعلهم يرفعون شعار “الحذر” رفعا للقمامة ووضعها بأكياس بلاستيكية، استجابة لتعليمات القائد “عليوي محمد” ووسط أجواء استحقوا من خلالها أن ترفع لهم القبعات احتراما، لتلاميذ لبوا نداء الطبيعة..بل تلقوا درسا مباشرا حول كيفية الحفاظ على البيئة والمحيط، لتترسّخ بأذهانهم هذه السلوكات الحضارية…مقتسمين العلامة الكاملة رفقة “أسياد الرجال” (عمّال النظافة)، متحمّلين الروائح الكريهة المنبعثة من أشغال تنظيف مجاري المياه.

 

“عمّال النظافة يلتفون حول رئيس البلدية “جمال أوزغلة” ويثنون على طريقة تعامله معهم”

حملة التنظيف التي عرفتها الواجهة البحرية بشرشال هذا السبت 17 فيفري، أكّدت التفاف “عمّال النظافة” حول رئيس البلدية “جمال أوزغلة”، الذي كسر حسبهم كل الحواجز بينه وبينهم كإدارة وكمصلحة تقنية، خاصة ما تعلّق بطريقة تعامله وتواضعه تجاههم …وصولا لمشاركتهم حقيقة ما يعيشونه يوميا عبر مختلف النقاط السوداء بالمنطقة، حينها لم تغادرهم الابتسامة بل راحوا يغتنمون الفرصة لأخذ صور تذكارية رفقة رجل، قيل عنه يحسن التعامل مع شريحة تحتاج لمن يرفع معنوياتها بوقفات تشجيعية، آخرها …الألبسة المهنية التي تحصلوا عليها في حفل بسيط بمكتبة البلدية،الذي أقيم على شرف 43 عاملا ، قصد مواصلة سلسلة مجهودات يبذلونها بميدان يشتكي غياب الثقافة البيئية لدى المواطنين.

 

“محسنون يتبرعون بقصعتي “طعام” للعمال المشاركين في حملة التنظيف”

هم محسنون أرادوا إسعاد المشاركين في حملة التنظيف بقصعتي “طعام” نيلا للأجر والثواب، بعد نصف يوم قضوه انتشارا بين الحشائش والأشجار، قبل تجمعهم مأدبة غداء على الهواء …شاكرين كل من ساهم في إنجاح حدث، أشرفت عليه الوجوه المعروفة بالمنطقة.. مع تسجيل خطوة مهمة نحو واجهة نظيفة، بعدما شارفت أشغال التنظيف بها نهايتها ولم يبقى لها سوى مبادرتين كأقصى تقدير، لتوجه الأنظار بعدها إلى المقبرة وفق برنامج يقضي برد الاعتبار للأموات.

سيدعلي هرواس