X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية الرائد “رابح محي الدين” ضيف هذا الجمعة بمسجد الرحمن بشرشال..يلقي محاضرة حول مخاطر الغاز، الفيضانات والمفرقعات بشعار “من أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعا”

عاش مسجد الرحمن بشرشال ظهيرة هذا الجمعة 24 نوفمبر أجواء مثالية كانت بشعار “من أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا”، في محاضرة اشرف عليها ضيف يحل للمرة الثانية تواليا بالمسجد والمكلف بالإعلام و الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية الرائد “رابح محي الدين”، رفقة الأستاذ و المستشار بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف “خالد يونسي”، وبحضور مميز لمصلين أوفياء للحلقات التي تنطلق قبل درس الجمعة بربع ساعة، حينها رحّب الشيخ بن عامر بوعمرة باسمه وباسم أسرة المسجد بضيوف الرحمن، داعيا إياه للتفضل بمجمل نصائحه و إرشاداته أملا في تنوير العقول و تحذيرها من الوقوع بأخطاء قد تكون عواقبها وخيمة.

المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية “رابح محي الدين”، عبر في بداية كلامه عن سعادته الكبيرة لتواجده للمرة ثانية بمسجد الرحمن بشرشال، بعد الندوة التي نشطها الموسم الماضي حول خطر الاختناق بالغاز ومن دون مقدمات،  دخل بالمصلين الحاضرين معه استماعا و إنصاتا في صلب الموضوع، مقدما إحصائيات و أرقام كان الهدف منها الترغيب في إتباع النصائح والترهيب بأخطار الاستهزاء بالغاز، المفرقعات والفيضانات، و بالعودة إلى ثاني أوكسيد الكربون ..فأكد تسجيل وفاة 47 عائلة وطنيا العام الماضي، أما الأسباب فلطالما ارتبطت حسب رأيه بالتهوية كعنصر ضروري بالمنازل في فصل الشتاء، “التهوية ضرورية بالبيوت هذه نصيحتي إليكم و الغاز لا يرحم و أول أكسيد الكربون كذلك لا يرحم، الجزائر تقع في شريط زلزالي، 50 إلى 60 هزة ارتدادية في اليوم ..وهذه الهزات تؤدي إلى تآكل الأماكن الملحمة بالأنابيب ومنه الانفجار أو تسرب المادة القاتلة، وانتم تتذكرون أن شرشال فقدت عائلة بأكملها بسبب الغاز ولم تبقى إلا الأم التي توفي زوجها بالميناء، فيجب أن تكون لدينا ثقافة وقائية”.

واصل ذات المتحدث حديثه معرجا على نقطة مهمة أخرى متعلقة بقنوات الدخان التي يتم إهمالها صيفا مع ارتفاع درجات الحرارة، وتصبح غالبا أعشاشا للطيور وغيرها ما يرجح كفة انسدادها منطقيا بعيدا عن سبل الوقاية تهوية، داعيا المواطنين لاقتناء مسخنات ومدفئات ذات نوعية وجودة عالية  حفاظا على الأرواح، “أول أكسيد الكربون بنسبة 0.1 في ثلاث ساعات بإمكانه أن يؤدي وفيات وكلما ارتفعت نسبة تسربه زادت خطورته، وهو خفيف الاستنشاق …فهناك أنابيب مدة صلاحيتها قصيرة، والأسبوع الماضي فقط سجلنا حالتي وفاة بباتنة و تيزي وزو، فنريد منكم أن تقربوا من مصالح الحماية المدنية للاستفسار عن هذه الأمور…. وأملنا فيكم”.

 

هكذا تقطع أصابع الأطفال بسبب المفرقعات ليلة المولد النبوي الشريف ومن أجل صحة أبنائكم لا تشتروها”

الرائد “رابح محي الدين” جاء إلى شرشال وفي جعبته الكثير من الإرشادات الوقائية، التي اختصرها لطبيعة المقام وضيق الوقت، وصولا للتعريج على موضوع اخر يصنع الحدث مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، تكون فيها المفرقعات هاجسا حقيقيا لدى السكان بما فيهم المرضى و المسنون…أما الأولياء فهم مطالبون بتوخي الحيطة و الحذر، وقوفا ضد الظاهرة من خلال عدم اقتنائها للأبناء..”أنا متحسر لأني لم احضر معي الصور المؤلمة للأضرار الناتجة عن المفرقعات، هناك من قطعت أصابعه بسببها، وهناك من فقد بصره، مساكن أحرقت مثل ما حدث بولاتي تيارت و الطارف، الطفل الصغير يشعل مفرقة و يرميها على الأرض منتظرا انفجارها، وان لم تنفجر سيدفعه الفضول للاقتراب منها وحملها، حينها تكون أصابع يديه على موعد مع القطع بعد الانفجار المتأخر، واستعمال الشموع يكون باختيار موضعها بعيدا عن الأفرشة و الألبسة تفاديا للحرائق، نحن نحتفل بالمولد النبوي الشريف و لكن سرعان ما تتحول فرحتنا لحزن، والهلع و الخوف الذي تسببه المفرقعات للشيوخ المسنين قد يؤدي إلى أضرار جسيمة، وهناك من يرميها من الطوابق العليا للبنايات”

  “غياب النظافة مفتاح للفيضانات بطرقاتنا..أوديتنا وانسداد البالوعات مسؤولية يتحمّلها الجميع”

مع حلول فصل الشتاء يتخوف الكثيرون من الفيضانات التي عادة ما تأتي بجملة من الخسائر المادية و البشرية، وانسداد البالوعات واحدة من الأسباب التي تفتح باب عرقلتها لحركة جريان المياه، نقطة حمّل فيها المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية الرائد “رابح محي الدين” مسؤولية ذلك للجميع، كسلطات محلية و كمجتمع مدني…قائلا “كلها مشاكل نسجلها..وجئت وقلبي مملوء بالإحصائيات و لو نسردها حرفيا لتبكي القلوب و الفيضانات متعلقة بالنظافة، نحن ندعو الله ان يغيثنا بأمطار الرحمة فتصبح لدينا نقمة، انسدادا للبالوعات، حركة مرورية خانقة، لا تستطيع حتى أن تأخذ ابنك للمدرسة، نريد الخروج بنتائج ايجابية لان النظافة من الإيمان، ابتغي وجه الله عز وجل وقم بحملات تنظيفية، إماطة الأذى عن الطريق، وعدم رمي النفايات بطريقة عشوائية ما يؤدي إلى انسداد البالوعات، هناك فيضانات جارفة (الصحراء)، الواد لا يرحم حتى وان كان منحدر بـ20%، فيضانات سهلية و فيضانات داخلية، نجد البالوعات موجودة ولكن مسدودة، ونقول السلطات المحلية لا تقوم بعملها..بل المسؤولية مشتركة، سارع والى الخير لابتغاء الجنة، في ألمانيا الأب يعلم ابنه الصغير (3 سنوات) اين يرمي القمامة و كيف يضعها بمكانها المخصص”، موجها في الأخير رسالة إلى المهتمين بالتكوين في ميدان الإسعافات الأولية، الاتصال بالحماية المدنية والتسجيل …تجسيدا لمبدأ الوقاية عند وقوع الحوادث وتأخر وصول رجال الحماية، فتعلمها ضرورة و مطلب ملح لإنقاذ المزيد من الأشخاص بطريقة بسيطة.

مسجد الرحمن تحت إشراف الشيخ “بن عامر بوعمرة” استطاع تجاوز حدود الوازع الديني، احتكاكا بالواقع المعاش لدى المواطنين بمجتمع مهدد من كل النواحي، ليختار بعد سلسلة ندواته العلمية عنصر الوقاية خير من العلاج، فالمسجد حسبه له دور في صقل الأرواح و تربيتها وحماية الأنفس التي هي مقصد من مقاصد الإسلام، محاضرة أثنى عليها المتتبعون تحت أنظار قائد وحدة الحماية المدنية بشرشال الرائد “براهيمي عبد الحكيم”….

سيدعلي.هـ