المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال تُحيي اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة..تكرم التلاميذ المعاقين في أمسية استثنائية بمكتبة البلدية..والعلامة الكاملة لوحدات الكشف والمتابعة الصحية
“الإعاقة” …كلمة لطالما ارتبطت بذوي الاحتياجات الخاصة أو بالأحرى ذوي القدرات التي استحقت أن يقف لها المجتمع وقفة تشجيع، لمن ولدوا قضاء وقدرا بخلقة دائما ما تقف حائلا أمام حلاوة الحياة حركة وفهما بالنسبة إليهم، ومناسبة هذا الكلام يوم وطني للمعاق (14 مارس) تجنّدت له الأسرة الطبية للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال، في أمسية استثنائية عاشتها مكتبة البلدية أمسية هذا الثلاثاء 13 مارس على شرفهم، حين سطرت هدف رسم البسمة للحظات بوجوه تحدث لسانها قائلا “بأي حال من الأحوال عدت يا عيد”، وفي رصيدهم منحة شهرية لا تتجاوز حدود الـ4000 دج وجسد بحاجة ماسة إلى إسعاف.
أجواء رائعة رصدناها بمكتبة البلدية والتي صنعتها المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال، بالتنسيق مع وحدات الكشف والمتابعة الصحية المدرسية المتواجدة على مستوى الدائرة (سيدي غيلاس “مالك بن نبي”، ثانويتي “الزيانية” و “بلرباي الصغير” (شرشال) و سيدي سميان)، والتي أحصت بدورها 127 تلميذا معاقا يختلفون باختلاف إعاقتهم المبتلين بها (التخلف العقلي، صعوبات التعلم، إعاقات سمعية وبصرية وجسدية، اضطرابات سلوكية (التوحد)، ويتفقون حول افتقادهم للرعاية والاهتمام من طرف المجتمع، وكلهم أمل في أن يحسوا يوما بطعم الحياة بعيدا عن المعاناة، التفاتة ردت لهم الاعتبار للحظات بل جعلتهم يحسون بنوع من الاهتمام، أمّا آخرون فقد غابوا لدواعي صحية حالت الإعاقة دون مغادرتهم لأسوار المنازل احتفالا وتكريما.
ورشات متنوعة احتضنتها ساحة المكتبة والتي التف حولها الأطفال المعاقون رسما وتلوينا، مشاركة بمختلف الأشغال اليدوية، الفنون التشكيلية وعجينة السيراميك، صناعة الحلويات وورشة النباتات…وسط فرحة لم تكن الكلمات كافية لوصف شعورهم، وهم يكتشفون عن قرب واقع نشاط وقف له الجميع وقفة رجل واحد لإنجاحه (الأسرة الطبية، وحدات الكشف والمتابعة الصحية، السلطات المحلية، الكشافة الإسلامية فوج عبد الحميد ابن باديس (البهلواني “شريف جودار” و القائد “عليوي محمد”)، مركز التكوين المهني والتمهين)، أطفال أبرياء استجابوا للنداء رفقة أوليائهم الذين ظهرت عليهم ملامح الفرحة بالمناسبة، في يوم ترفع لهم فيه القبعات احتراما وتقديرا لصبرهم على رعاية وتربيتهم نيلا للأجر والثواب.
“كلمات ومداخلات هادفة بالمناسبة والمعاق جزء لا يتجزأ من صميم المجتمع”
كلمات ومداخلات ميّزت حدث الاحتفال باليوم الوطني للمعاق بمكتبة شرشال، والذي حضرته مختلف الوجوه الممثلة للطاقم الطبي بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية أبرزها “نائب مدير الموارد البشرية “عبد القادر بوعاش”، مدير المصالح الصحية “عبد الرحمن بونونة”، نائب المدير والمكلف بالمالية والوسائل “نسرين حمادي”، نائب رئيس البلدية والمكلف بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية “محمد خروبي”، مدير مركز التكوين المهني “حمود لواكد”، إمام مسجد النور الشيخ “جنادي محمد”، ممثلي الحماية المدنية ..أطفال وأولياء لذوي القدرات الخاصة و شخصيات معروفة بالمنطقة، كلهم حضروا لحظة تكريم هؤلاء بهدايا رمزية والالتفاف نحوهم من باب الاحترام كفئة لا تتجزأ من مجتمعنا المسلم.
إمام مسجد النور “الشيخ جنادي” تحدث عن الموضوع بشعار “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، في كلمة أكد فيها رفضه إلحاق هذه الفئة بمصطلح “الإعاقة”، منوها بضرورة النظر إليها نظرة الاحترام والتقدير وليس بداعي الشفقة والاحتقار، مقدما درسا من دروس الإعاقة في الأخلاق و الابتعاد عن منهج الله، وتصرفات الكثيرين تجاه المعاقين، ومثنيا على تخرج الكثيرين تحت رداء الابتلاء ..إرادة وعزيمة وقيادة بمختلف القطاعات، مبشرا الأولياء بالأجر والثواب جراء صبرهم على رعايتهم بكثير من الألم والأمل، قبل أن تفيض عيناه دموعا وهو يستمع لأحدهم ينشّد أنشودة تغنى بها بالوطن بعنوان “من جبالنا”.
العضو السابق بجمعية الجمال لذوي الإعاقة “ملحاني فريد” والممثل الحالي لهذه الشريحة على المستوى الوطني، تدخل هو الآخر بمداخلة طمئن فيها المستمعين باقتراب ولادة جمعية تهتم بالمعاقين بولاية تيبازة “جمعية بسمة أمل”، والتي ستضم تشكيلة بطاقم طبي مختص سيشرف على العناية والرقابة الطبية المنزلية لهؤلاء، داعيا الآباء والأمهات لمزيد من الصبر مادام الله سبحانه وتعالى قد أعطاهم بهذا الابتلاء “مفتاح الجنة”..”كلنا مسؤولون تجاه ذوي القدرات الخاصة ويجب العمل ككتلة واحدة للارتقاء بها في المجتمع”
المستشار التربوي المتقاعد “رحمون محمد” تكفل بتنشيط الحدث بكلمات هادفة لطبيعة المقام، فأزهى الجميع بخبرته في ميدان يعرف فيه كيفية الوصول إلى ابتسامة الأطفال والأولياء، وقبل ذلك ديكور أشرف عليه الأخ والمثبت لوجوده المعهود بالوقفات الإنسانية “أحمد نوار”، ليفترق الجميع على وقع صور تذكارية أدخلت البهجة والسرور في نفوس تلاميذ، رفعوا مبكرا سلاح تحدي الإعاقة بالدراسة..وبينهما…لا مستحيل مع الإرادة.
سيدعلي هرواس