X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

العهدة القادمة ستكون الأصعب والأسوء: المال والترغيب والتهديد لتَصدّر قوائم رئاسة المجالس الشعبية في بلديات ولاية تيبازة

مع بداية إيداع ملفات الترشّح واقتراب استدعاء الهيئة الناخبة للمحليات المقبلة، التي لم يعد يفصل عنها سوى أسبوعين على الأكثر، انتقلت حرارة الصيف إلى بيوت الأحزاب السياسية، غير أنّها كانت أشدّ حرا حتى أوشكت أن تضرم النيران في بعضها، فمنصب رئيس البلدية أصبح يستهوي حشودا كبيرا منها الغثّ ومنها السمين. فبروفيلات الكثير من منتخبي العهدة الحالية فتحت أبوابا عريضة لفئات لم تكن تهتم ولا تحلم بهذا المسار، ليجد المئات أنهم ليسوا أقل شأنا من هؤلاء، بل يرى الكثير أنه الأجدر من فلان وفلان..

هذا الواقع خلق أجواء استثنائية في الدوائر المهتمة بالشأن المحلي، حيث طغت الرغبة والنزوة في الحكم على الإمكانيات الفكرية والقدرة في التسيير، وبالتالي تحوّل هدف الانتخابات من وسيلة لتقديم إضافات للبلديات والبحث عن حلول للمشاكل اليومية للساكنة إلى هدف في حدّ ذاته، فالوصول إلى كرسي الرئاسة أو العضوية في المجلس الشعبي البلدي هو أقصى ما يسعى إليه عموم الراغبين في الترشّح.

ومن جهتها، وجدت الهيئات المحلية للأحزاب السياسية نفسها أمام حتمية تسيير حالات يصعب التحكم فيها، فبالنسبة للأحزاب الكبرى فالأمر أصعب أن تحتويه بواسطة أنظمتها الداخلية أو بتعليمات هيئاتها المركزية، مادام بعض المتصارعين على تصدّر قوائمها يعتبرون القضية قضية موت أو حياة ليصبح التهديد باستعمال العنف وسيلة البعض، فأحد رؤساء لجنة الترشيح لأحد الأحزاب تلقى مكالمات مجهولة فَحوَها السبّ والشتم والتهديد، ورغم أن المكالمات مجهولة وأرقام الهاتف المستعملة مخفية إلا أن دوائرها معلومة، بحيث أصبحت تعمل على عرقلة كل عمل يختلف عن أهدافها، مما خلق فتنا في بيوت بعض الأحزاب.

وبشكل غير مختلف عن التهديد باستعمال العنف، تحاول قوة المال المجهول المصدر أن تجد طريقها لصناعة السلطة المحلية، حيث يعرض بعض الراغبين في رئاسة المجالس الشعبية البلدية المقبلة مبالغ أكبر من ذمته المالية لتمويل حملة انتخابية يكون هو رأس قائمتها؟؟

ولدى أحزاب أخرى، تحاول بعض قيادات هيئاتها المحلية انتهاز الفرصة لضمان مصالحها خلال الخمس سنوات المقبلة بالعمل على منح صدارة القائمة للأكثر ولاءً، لذا فالصراع تحوّل إلى محاولة أطراف للسيطرة على القيادة، والمناورة مع الهيئات الولائية وحتى الوطنية من أجل الظفر بتمرير القائمة التي تخدمها أكثر. بينما تسعى أحزاب صغرى لإقناع فاعلين في المجتمع المدني للالتحاق بها، عسى أن يكونوا فرسانها التي تضمن له مقاعد في المجالس.

أما بعض المنتخبين المنتهية عهدتهم فيحاولون في العديد من بلديات ولاية تيبازة تشكيل قوائم حرة أو طرح أنفسهم على بعض الأحزاب بصفتهم أصحاب الحل والربط من موقع تواجدهم في قلب الإدارة المحلية، وقدرتهم على التأثير على العملية الانتخابية. وفي غمار فوضى داحس وغبراء التي أعمى غبارُها عيون الكثير، يتساءل متتبعو الشأن المحلي عن النتائج التي تفرزها العملية الانتخابية حين تكون الانطلاقة مبنية على الأنانية وطغيان الرغبة نحو المصالح التي صرفت أنظار الراغبين في الوصول إلى السلطة المحلية عن الاهتمام بما قد يفتح لهم آفاقا للانخراط في مسار التنمية المحلية والتشارك الفعلي في تسيير الشأن العام.

حسان خروبي