الظاهرة أصبحت تتكرّر كل موسم دراسي: تلاميذ البكالوريا بثانوية “متقن علي شنتير” بشرشال يتمرّدون ..يخرجون إلى الشارع ..ويطالبون بتحديد العتبة
خرج تلاميذ البكالوريا بثانوية متقن علي شنتير بشرشال صبيحة هذا الأربعاء 27 جانفي إلى الشارع، متجاوزين حدود مؤسستهم التربوية، في محاولة لإيصال مطلبهم المتعلق بتحديد عتبة الدروس التي تشملها امتحانات البكالوريا، وإعادة النظر في القرار القاضي بتخصيص ثلاثة أيام كمدة زمنية لإجراء امتحان البكالوريا 2016، والتي قالوا عنها أنها لا تكفي بالنظر إلى كثافة البرنامج، في وقت لم يمض على انطلاق الفصل الثاني للدراسة سوى أيام معدودات.
فكرة الخروج إلى الشارع جسدها التلاميذ هروبا من واقع الدراسة، في محاولة لتجنيد تلاميذ الثانويات الأخرى، وهنا كان لابد على الشرطة أن ترسم حضورها تجنّبا لأي طارئ، الساعة كانت تشير إلى الحادية عشرة صباحا عندما توجّه هؤلاء التلاميذ إلى ثانوية الزيانية، على أن يجدوا دعما بشريا يعينهم في تحقيق أهدافهم، ليضرب طلبهم عرض الحائط رفضا، ما دفعهم لاتخاذ قرار عشوائي يقضي بالذهاب مشيا على الأقدام إلى غاية ثانوية بلعربي الصغير، لتجنيد تلاميذ آخرين و تشكيل قوة إضافية تدعمهم لآخر نفَس، إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهيه سفن تلاميذ “ثانوية متقن علي شنتير”، الذين رجعوا إلى أنفسهم تحسرا لعدم اكتراث زملائهم للقضية.
صالوا و جالوا الشوارع ….و المواطنون أطلقوا عليهم لقب “طلبة آخر الزمان”
عاد “مسلسل العتبة” للظهور من جديد بشرشال و بحلقات تتجدد مع كل موسم دراسي، أبطالها تلاميذ حملوا على عاتقهم مسؤولية الخروج إلى الشارع للتنديد، موجهين إليهم نظرات تحسر وسخط المواطنين، الذين لقبوهم “بطلبة آخر الزمان” و هناك من قال “أنهم لا يستحقون شهادة البكالوريا” بمستوى كهذا، مستدلّين كلامهم بأن التلميذ الناجح عليه بالتحضير الجيد رغم كل الظروف و العوائق، و ليس بالمطالبة بتحديد العتبة.
مرورهم عبر الشوارع لم يمر مرور الكرام بعدما اكتشف سكان المدينة عن قرب، المستوى الحقيقي الذي وصل إليه التلاميذ، شعارات غريبة و ألفاظ ليست لها صلة بالتعليم و تلويح بالمآزر بقيادة الذكور، أما الإناث… فتناسقت أصواتهن مزجا بين الصراخ و الزّغاريد.
هـ.سيدعلي