X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

السلطات المحلية مطالبة بتوفير التدفئة للمتمدرسين: القافلة الطبية للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال تحطّ الرحال بدوار بوحسين بسيدي سميان..وتفحص تلاميذ مدرسة “عبد القادر بوريج”

لطالما رفع سكان المناطق النائية بولاية تيبازة شعار المعاناة شتاء، والتي تزداد حدتها مع الانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة، حينها تكون الصحة هناك مستهدفة و بحاجة ماسة إلى إسعاف…مراقبة ومتابعة طبية لصيقة لأصحاب الأمراض المزمنة، وصرف النظر عن هذه الشريحة إهمالا و لا مبالاة يعني هروبا من المسؤولية، والكلام هنا موجه للمسؤولين بمكاتب اشتعلت حرارة و دفئا بعيدا عن قسوة الطقس، وإدراجها فيها من الشكاوي الباحثة عن التنمية المحلية ما فيها، أما الاستجابة فغالبا ما تكون وعودا في شكل جرعات يغلب عليها الترقب و الانتظار، وبينهما…مواطنون يصرخون في سكون…فكيف بالأطفال؟.

مقدمة أردناها أن تكون عنوانا لحدث إرسال المؤسسة العمومية للصحية الجوارية بشرشال عيادتها المتنقلة إلى دوار بوحسين بسيدي سميان، مواصلة برنامجها الصحي عبر طاقمها الطبي بمختلف المناطق النائية، ليستقر الحال بها صبيحة هذا الأربعاء 15 نوفمبر بمدرسة “عبد القادر بوريج” بدوار بوحسين الذي يُعدّ من المناطق النائية التي يعاني سكانها بعيدا عن أية التفاتة ميدانية للسلطات، قصد إجراء فحوصات ميدانية للتلاميذ بابتدائية معزولة عن المدينة، وأطفالها يبتسمون حتى للأعداء من شدة البراءة !، أما قلوبهم فتشتكي نقص الرعاية و الاهتمام وسط أجواء باردة كانت فيها أجهزة التدفئة أشباحا بلا أرواح، فهل من مستجيب؟

هي مدرسة بقدرة استيعاب لم تتجاوز الـ58 تلميذا عبر كامل الأطوار، أين كانت سعادتهم لا توصف وهم يشاهدون وصول أصحاب المآزر البيضاء إلى منطقتهم البعيدة جغرافيا، ليتم استدعائهم تباعا لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وتحت إشراف كل من رئيسة وحدة العيادة المتعددة الخدمات “بوجمعة منصوري” السيدة “طاكوش أسيا”، المختصة في علاج النطق و الكلام الطبيبة “شماين غنية”، طب الأسنان “ميهوبي لطيفة” و “عمروش حميدة” و الجراح “محمد عباس”، وكذا الرفيق الدائم للقافلة رئيس الفرع النقابي “دادي ابراهيم”.

مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال السيد “فاسي رياض”، تابع عن قرب عملية فحص التلاميذ وشاركهم فرحة ذلك بساحة المدرسة رفقة المدير الفرعي للمصالح الصحية “بونونة عبد الرحمن” و الطاقم المرافق للقافلة، أما الحالات الاستثنائية فقد وجب توجيهها إلى المستشفيات عبر مصالحها الخاصة، و تجسيد مبدأ الأمان و الاطمئنان على صحتهم أكثر من ضرورة، إلا أن ما بعث بنوع من الارتياح في نفوس الأطباء هي سلامة أسنان التلاميذ مقارنة بمدارس أخرى، وبالعودة إلى أجواء الفحوصات ..استطاعت الأسرة الطبية اللعب على الأوتار الحساسة للأطفال، خاصة بالنسبة لأصحاب القلوب التي تمكن الخوف من التسرب إليها، أين انعكس ذلك جليا في عيون أدمعت خوفا بعدما انتشر خبر تلقيح آخرين تحت رداء الصحة المدرسية.

القافلة الطبية للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال، نقلت معها مصلحتها الخاصة بالصحة المدرسية إلى مدرسة “عبد القادر بوريج” ببوحسين (سيدي سميان)، تسهيلا لعملية تلقيح التلاميذ ضد السل و مختلف الأمراض المعدية، دون عناء نقلهم للمستشفى من طرف الأولياء…عملية اشرف عليها كل من الدكتور “عكشة محمد” (طبيب عام) و الممرضة صاحبة الخبرة و التجربة بمصلحة الأوبئة و الطب الوقائي “جدور فتيحة”، التي أكدت لشرشال نيوز ضرورة التوجيه الحسن للمرضى طيلة البرنامج الوقائي في مختلف المؤسسات التربوية بالمناطق البعيدة، لتبقى السلطات المحلية لبلدية سيدي سميان مطالبة بتفقد أوضاع المتمدرسين بمنطقتها، والتدفئة حاليا مطلب ملح لتحسين ظروف التدريس و التكوين، والأكثر من ذلك حماية الأطفال من الإصابة بالأمراض الخطيرة في فصل معروف ببرودة طقسه، فكل ابتسامة تلميذ هناك وراءها الكثير من الأحزان…

 

سيدعلي.هـ