X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

الحدث عرف تدخل القوة العمومية لإخراج المعنيين: بلدية شرشال تباشر عملية إخلاء البنايات في إطار القضاء على السكن الهش…احتجاج بالأقسام السكنية محمد حفاظ واستجابة بحي الملعب البلدي…ومقر الدائرة الاستثناء

قامت السلطات المحلية لشرشال صبيحة هذا الاثنين 18 سبتمبر، بإخلاء البنايات التي مستها مؤخرا عملية ترحيل القاطنين هناك في إطار القضاء على السكن الهش، ويتعلق الأمر بكل من حي الملعب البلدي و حي مدرسة محمد حفاظ، كأبرز النقاط السوداء بالمدينة وذلك باستعمال القوة العمومية لإخراج من قيل عنهم، لا تتوفر فيهم الشروط للحصول على سكن …وسط أجواء غلب عليها التحسر لدى المعنيين، وصولا للبكاء و الصراخ أملا في إيصال صرخة مفادها رفض الخروج والعيش تحت أسقف مرشحة للسقوط في أية لحظة، ناهيك عن الروائح القذرة المنبعثة من قنوات الصرف المهترئة، في مشهد طالبوا فيه بالبقاء …ولو بعناء.

تعزيزات أمنية مشدّدة لإنجاح حدث استعادة الأقسام المسكونة بحي مدرسة محمد حفاظ، قصد تشميعها بشكل يضع حدا نهائيا لاستغلالها وجعلها أوكارا للمنحرفين، وسط مشادات وملاسنات كلامية مع عناصر الشرطة من طرف إحدى المعنيات بالطرد، داعية إياهم للتراجع عن قرار إخراجها بالقوة والنظر في وضعيتها الاجتماعية، وتركها رفقة أبنائها الصغار بالعيش في سكن لا يصلح للإنسان، خاصة بعد قطع الماء و الكهرباء عن هاته السكنات، و تحت أنظار رئيس البلدية “موسى جمّال” الذي رسم حضوره الشخصي لمعاينة الوضع عن قرب.

حي مدرسة محمد حفاظ عاش أجواء استثنائية صنعتها امرأتين بصراخهما وبكائهما للعيان، ليدخلا بعدها في رحلة البحث عن مأوى يحفظ أبنائهما، أين أكدت أحداهما (مطلقة و أم لطفلين) لشرشال نيوز حالتها المزرية رفقة والدتها التي تعيش بحي الديانسي في بيت قصديري منذ سنوات ولم تستفد من الحصة الأولى، واللجوء إليها تحت رداء الإقامة والعيش معها يعني الجحيم حسب رأيها، منوهة بإمكانية اتخاذها للساحة العمومية مكانا للمبيت إلى حين استجابة السلطات المحلية على رأسها رئيس الدائرة “السعيد أخروف”.

حي الملعب البلدي هو الآخر عرف تدخلا ميدانيا للقوة العمومية، أما السلطات المحلية فسخرت مختلف إمكانياتها المادية و البشرية لنقل أغراض المرحّلين، أين استكملت العملية بإخراج العائلة الأخيرة التي تعود لأحد أبناء المدينة، الذي أكد لنا استجابته للقرار دون أي احتجاج يعكر الأجواء ..مؤكدا أنه معني بالحصة المقبلة على لسان رئيسي دائرة وبلدية شرشال.

 في ذات الوقت تحصل فيه المعنيون بالترحيل في إطار القضاء على السكن الهش بحي الديانسي، على مقررات استفادتهم من السكنات الاجتماعية قصد دفع مستحقّات مفاتيح الدخول، ومنه مغادرة بيوتهم القصديرية في غضون اليومين المقبلين (قبل نهاية الأسبوع كأقصى تقدير)، حسب ما أكده الأمين العام للدائرة “حسان تيتوامان” لشرشال نيوز “عملية الهدم ستكون يدوية بالنسبة للبنايات البعيدة والصعب الوصول إليها، و صاحبها سيرحّل مباشرة بعد معاينة ذلك والتأكد نهائيا من هدمه، والعملية سننتهي منها في غضون اليومين المقبلين …المهم قبل نهاية الأسبوع”.

في ظل هذه الظروف كان مقر الدائرة على موعد مع واقعة صنعت الحدث لدى المواطنين وعناصر الشرطة، حين أقدمت المدعوة ق.فاطمة الزهراء على رفع احتجاجها بعين المكان، بعدما وصلها خبر استفادتها من مسكن من نوع   F1، موجهة سيل انتقاداتها للسلطات المحلية …مستفسرة عن مقرّرها قصد التأكد من صحة ذلك، مستدلة حديثها بواقعها المزري (15 سنة في سكن هش) و حالتها الاجتماعية الصعبة (مطلقة وأم لطفلة)، مطلقة العنان بكاء و صراخا في وجه نائب رئيس البلدية والمكلف بالشؤون الاجتماعية و الثقافية و الرياضية “فتحي مخطور”، مطالبة إياه برؤية مقرر استفادتها ومؤكدة أنها لن ترضى بغير سكن من نوع F2 ، كما نوّهت بمواصلة الاحتجاج إلى غاية الاستجابة لمطلبها الملح.

سيدعلي.هـ