X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

التّلاميذ يمشون 5 كيلومترات ويزحفون بين الأشجار والوديان للوصول إلى مدرسة تالاندرويش: سكان “دوار أوباية” بأعالي شرشال يشكون ذروة المعاناة ويطالبون والي تيبازة بالتّدخل

لا صوت يعلو فوق صوت المعاناة…كيف لا ولسان المواطنين هناك يتحدث عن واقع بطعم الألم بدلا من الأمل، والحقيقة المرّة هي أنّهم سكّان يتنفسون الحياة والموت في أن واحد، مشاهد وأوضاع مزرية تحسّر لها الكبير وبكى عليها الصغير وفقد فيها المريض أمل نقله للمستشفى للعلاج، والحديث هنا…عن مكان لم تصله يوما سيارة إسعاف !.

سكان “دوار أوباية” بأعالي  بني حبيبه “تالندرويش”، بشرشال لم يشفع لهم بعدهم عن المدينة في استقطاب اهتمام السلطات المحلية، فحتى الإعانات الريفية المتوقّفة حاليا لن تفك عنهم العزلة، بل يعتبرونها دعما لبناء قبور تدفعهم للبقاء رفقة الوحوش البرية بالأدغال، فلا إنارة، ولا غاز طبيعي، ومياه يتمّ جلبها من الآبار والوديان..فهل من مستجيب؟.

 وبالحديث عن التلاميذ فإنّهم يمشون حوالي 7 كلومترات على الأقدام وزحفا بين الأشجار والحشائش وبينهما ظهور تحمل محافظ ثقيلة، تتسلق الجبال للوصول إلى مدرسة “مولود أوزغلى”، مسطرين هدف الخروج من المنزل باكرا (5:30) تجنبا لأي تأخر قد يبقيهم خارجا، أما تلاميذ المتوسط يتمدرسون بمتسوطة العقيد عباس، فيخرجون ويعودون ليلا مرورا بمسلك يعجّ بالمخاطر حيث أنّ حافلة النقل المدرسي غير مضمونة طوال الأسبوع…

 أبناء الجزائر بأعالي شرشال، دفعتهم المعاناة إلى التفكير بالتوقف عن الدراسة مبكرا، بعدما راودهم كثيرا حلم استكمال مراحل تعليمهم، فلا طريق صالحة، ولا نقل مدرسي ضمون يغنيهم عناء المشي بالأوحال، ولا قدرة شرائية تكفي لقضاء حاجاتهم ومتطلباتهم الضرورية، أين ظهرت عليهم ملامح التحسّر وهم يشاهدون أنفسهم يلعبون بمكان لم يتذوقوا فيه يوما طعم الترفيه بعيدا عن المدينة، وينتظرون بشغف قرارا من طرف والي ولاية تيبازة “موسى غلاي”، يقضي بتهيئة طريقهم الرئيسي وتزويده بالإنارة، ومنه توفير نقل مدرسي يسهّل مهمة تلميذ عانق الدراسة في ثوب الضحية. ومن شأن هذا الطريق أيضا أن يكون منفذا مهما للتقليل من الاختناق المروري عند المدخل الشرقي للمدينة، إذا ما تمّت تيئة جسر صغير عند واد عزير يُمكّن من الوصول إلى أسفل حي الحامدية بكلّ سهولة.  

مشاهد كارثية لطريق دائما ما تدفع شباب الحي للاعتماد على أنفسهم وتهيئة مجاريها بالوسائل اليدوية، تجنبا لوقوع حوادث خاصة مع سقوط الأمطار، إلا أنهم يتذكرون جيدا أن هذه الطريق لم تكن حائلا أمام وصول المترشحين لرئاسة المجلس الشعبي للبلدية إليهم، قصد ضمان أصواتهم، مقابل ضمانات في شكل وعود تحت رداء الحملة الانتخابية، وبشعار “معا لبناء شرشال”..وأي بناء؟؟

                                                                                                       سيدعلي.هـ