التَف حوله المُنفِقون وأصبح مكسبا حقيقيا لسكان المدينة: برنامج إطعام عابري السبيل بشرشال يشرف على إفطار 2264 صائم في اليوم الرابع عشر من رمضان والعلامة الكاملة لشباب مسجد الرحمن وناس الخير شرشال
هي أجواء رمضانية لا مثيل لها بروضة الأطفال بشرشال، والحدث…مشروع خيري في طبعته الثالثة يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رقم قياسي آخر إطعام الفقراء …المساكين وعابري السبيل بالمدينة، وبرعاية خاصة من طرف شباب مسجد الرحمن و ناس الخير شرشال، وبينهما…منفقون ومحسنون التفوا حول مائدة الصائم إنفاقا لمختلف اللوازم الضرورية، أين يسهر عليها خماسي الطبخ “زروقي شريف”، “بورجة محمد”، “براهمي سفيان”، “بوحدة احمد”، الحريصين على تنويع الأطباق شكلا ومذاقا طيلة أسبوع كامل، إضافة إلى متطوعين شباب وأطفالا رسموا بامتياز ملامح التكاتف ..التآزر و التعاون للظفر جميعا بالأجر والثواب.
مشروع إطعام عابري السبيل بشرشال، أصبح عادة وجزء لا يتجزأ من الهدف الأسمى للقائمين عليه، وهو إبراز مدى كرم وجود أناس المدينة في شهر يكون فيه الصائم مستهدفا ومدعو لمائدة رمضانية شرشالية خالصة، صور رصدناها من خلال أمسية استثنائية عشناها رفقة شباب تعاهدوا على إنجاحه وفق برنامج، يقضي بتقسيم المهام تناوبا لتفادي الإنهاك والتعب.
العملية تتمّ كخلية نحل متكاملة الأدوار بشعار “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”، مع تسجيل حرص هؤلاء على توفير الجو النظيف وشروطه قبل وبعد الإفطار، لضمان أكل صحي سليم للصائمين، المغادرين روضة الأطفال وكلهم ثناء و تقدير لمن استطاع جمعهم بمائدة واحدة، أما ضيوف المدينة من مستعملي السيارات فأجبرهم آذان المغرب للتوقف والإفطار بشرشال، بما فيهم العائلات و اللاجئون الأفارقة…
المشروع جنّد له حوالي 60 شاب بين شباب مسجد الرحمن وناس الخير شرشال، وكذا متطوعين يثبتون وجودهم مباشرة بعد الإفطار، لتقديم يد المساعدة خاصة ما تعلق بتنظيف المائدة استعدادا لاستقبال أناس آخرين، وجبات دائما ما يتجاوز عددها سقف 160 وجبة يوميا، وآخر رقم قياسي سجل حاليا بـ203 وبمجموع 2264 وجبة إلى غاية أمسية الجمعة 9 جوان (14 رمضان)، في وقت تصل فيه نفقات المحسنين تباعا للروضة (الخبز، الماء، الحليب، التمر، اللحوم والخضر…)، أما الاستثناء ..فهو شخص تبرّع بكبش كامل لإطعام عابري السبيل، ويريد في غضون أيام فقط التصدق بكبش ثان، يحدث هذا بمدينة اجتمع أهلها على قلب رجل واحد، مسخرين مالهم.. أنفسهم…ووقتهم خدمة للصائم، ليقتسموا الفرحة بعدها كآخر المعنيين بالإفطار.
رئيس جمعية ناس الخير شرشال “مصطفى عبد السلامين” وفي حديثه لشرشال نيوز، أكّد أن كل الأمور مضبوطة وبإحكام لتحقيق أرقام وإحصائيات جديدة هذا الموسم، شاكرا بالمناسبة كل من ساهم و يساهم في إنجاح مشروع إطعام عابري السبيل خاصة المنفقين، معرجا على أهداف الجمعية المهتمة كذلك بأربعة مشاريع أخرى (توزيع 400 قفة، كسوة العيد الذي تكفل به الفوج النسوي بالجمعية، سلة الخير بالتنسيق مع مختلف المحلات بالمدينة وشركة كهرباء حجرة النص، إطعام عابري السبيل).
مسؤول التنظيم والمتحدث باسم شباب مسجد الرحمن “خير الدين بولفعة”، لا يزال الدعم النفسي والمعنوي لزملائه بتحركاته الميدانية للدفع بوتيرة عمل المشروع، أين وجه شكره الجزيل للشيخ بن عامر بوعمرة الذي فتح المجال للشباب بالمبادرة، مثنيا على الأجواء التي تشهدها الروضة قبل وبعد الإفطار، منوها بعدم تشابه الأطباق المقدمة للصائمين خلال أيام الأسبوع، حتى يحس الصائم نفسه بالمنزل وبين أهله، أما النظافة حسبه فهي أكثر من مضمونة …
190 وجبة تمّ تقديمها بالمائدة الرمضانية وسط فرحة كبيرة، وقبلها تسطير هدف التوجه إلى الطريق لمقارعة مستعملي السيارات، ومنحهم فرصة الإفطار على التمر والحليب ومحاولة إقناعهم بالدخول وتذوق ما أعد لهم لهذا اليوم، في مشهد أثلج صدور المعنيين وجعلهم يغادرون شرشال وبأذهانهم صور لا تتكرر إلا في رمضان…ليتفرغ الجميع أخيرا إلى غسل الأواني والصحون وتنظيف المكان ليكون جاهزا مع إشراقة يوم جديد، فهنيئا لسكان المدينة بمشروع استحسنه المنفقون…وجسده شباب متطوعون و أثنى عليه الصائمون.
سيدعلي.هـ