X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

البرد يودي بحياة طفل لا يتجاوز عمره أربعة أشهر بشرشال: سكان حي سيدي لمغيث يطالبون بشبكة غاز المدينة…تهيئة الطرقات… ووالدة الضحية تحت الصدمة

حادثة أليمة أخرى رصدناها من شرشال العميقة بحي سيدي محند لمغيث، كواحد من الأحياء التي طالها التهميش منذ سنوات مضت، ليستفيق مطلع الأسبوع الجاري على وقع وفاة طفل صغير عن عمر لم يتجاوز الأربعة أشهر، مفارقا أحضان أمه في عز شتاء بارد ومتأثرا بغياب كلي لشبكة غاز المدينة، وفي غرفة تقطر ماء من كل النواحي… بعيدا عن الإنسانية، ما فتح المجال لتجمّده سريعا ببرد خطف أنفاسه، وحطمت آمال أم أسمته “أسامة” وأرضعته صدرها لأيام لتفارقه عنوة..قضاء وقدرا.

هي أم حاولت إنقاذ فلذة كبدها بأخذه لمستشفى المهام تاركة ورائها منزلا لا يصلح للعيش تماما، مرورا بطريق كارثي اكتسى حلة الأوحال والمستنقعات وسط أجواء ماطرة وباردة، إلا أن أملها توقف عند حدود طبيب أكد لها سبب الوفاة (البرد)، لتعود إلى قبر سكناها بأحشاء تقطعت بأسوء خبر زاد من جراحها، وقلبها يئن فراقا لابن… في عمر الزهور.

شرشال نيوز نزلت إلى عين المكان وكشفت حجم الأوضاع المزرية التي يعيشها سكان حي سيدي محند لمغيث بأعالي شرشال، عائلات معزولة منذ أسبوع، طرقات كان مصيرها الانجراف بداعي الأمطار، وسكنات مهددة بالانهيار، وتهافت شديد على قارورات غاز البوتان التي شرعت في توزيعها السلطات المحلية مؤخرا، والمحظوظ من فاز بقارورة لا تسمن ولا تغني من جوع.

السكان وبنبرة صوت حادة وجهوا سيل انتقاداتهم للمسؤولين بالمدينة، بعد سنوات طالبوا فيها بتهيئة المسالك و ربط منازلهم بشبكة غاز المدينة، مؤكدين أنه لا يبعد عنهم سوى أمتار معدودات داعين والي ولاية تيبازة “موسى غلاي” إلى ضرورة التدخل بقرار ينهي معاناتهم معتبرين وفاة هذا الطفل بسبب البرد، جريمة إنسانية وذنب لا يغتفر بشعار “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.

وما زاد دهشتهم أنهم ليسوا معنيين بالإعانة الريفية كون حيهم يعتبر منطقة حضرية، والواقع يسرد عكس ذلك من خلال مشاهد مؤسفة يزحف فيها التلاميذ بين الأشجار للوصول لمؤسساتهم التربوية، أما تنقّل المرضى للعلاج فمرتبط بتطوع المحسنين وعادة ما يكون المرض أخف من الذهاب للمستشفى، وحي سيدي محند لمغيث غني عن التعريف بالنسبة للسلطات المحلية.

سيد علي. هــ