الاستظلال تحتها أصبح أشبه بالجلوس أمام قنوات صرف المياه !: أشجار بلومبرا بساحة شرشال تتحوّل إلى مراحيض عمومية
عرفت الساحة العمومية بشرشال في الفترة الأخيرة سلسلة من التجاوزات، لا نقول عنها فقط أنها حمراء بل تلونت بألوان الحرباء، من النافورة إلى الواجهة.. البولفار، جعلها موقفا للسيارات، وصولا للمساس بحرمة أشجار بلومبرا محولين إليها إلى مراحيض عمومية لقضاء الحاجة، فكانت الروائح الكريهة المنبعثة منها شاهدة على وقع فضائح قذرة بالجملة، تستدعي تدخلا عاجلا ووقائيا يحميها من التلاشي بعدما أعلنت سابقا سقوطها تباعا في سكون، حينها راحت كل التأويلات والتفسيرات بحثا عن الأسباب…ليستقر بعدها ضوء البحث على واحدة من الإجابات الصحيحة مفادها، أن البول( أكرمكم الله) تسرب إلى جذوعها فكان سببا مباشرا في هشاشتها، ومنه تجسيد فعل السقوط في الميدان تحت أنظار مواطنين لم يجدوا تفسيرا لما يحدث لها.
الحقيقة هي ان الظاهرة تزداد ليلا وبشكل مفضوح وكأنك في ساحة مهجورة، مغتنمين قلة أضواء الإنارة للتبول فيها خلسة عن أعين الناس، وهنا …أصبح الجلوس تحت أشجار بلومبرا أشبه بالوقوف أمام إحدى قنوات صرف المياه !، والحائل… قيل عنه غياب للمراحيض بالساحة العمومية فكانت الأشجار حلا بديلا لهؤلاء، في مشهد استثنائي ازداد مع حلول موسم الاصطياف وتوافقه مع احتضان الساحة لمختلف النشاطات الترفيهية بشعار “قهوة موح ..كول …أشرب …وروح”، في وقت تسعى البلدية للوصول إلى مفهوم النظافة، من خلال وضع حاويات للقمامة تدعوا المواطنين للحفاظ على البيئة والمحيط، إلا أن الاستجابة لهذا النداء انحرف عن مساره الصحيح مفضلين الرمي العشوائي تشويها لصورة المدينة.
هي حالة أشجار ضربت جذورها عمق التاريخ لتستفيق مرغمة على تقبل واقع جيل لم يتردد في تحطيمها تبولا !، مشاهد عكست مليا تجاوزه لحدود التربية الأخلاقية احتراما للطبيعة، فحتى المرور بينها يجعلك تشتم روائح قذرة تنبعث منها، فضلا عن سكب القهوة وترك باقي المأكولات والمشروبات عليها…فحتى الكراسي لم تسلم.
سيدعلي.هـ