X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

الأجواء المتعفّنة في المراحيض وانعدام الحراسة النهارية دفعتهم لذلك: تلاميذ مدرسة الشهيد “عوداي إبراهيم” بشرشال يضربون عن الدراسة صبيحة هذا الثلاثاء 23 جانفي..الأولياء ساخطون.. والسلطات المحلية تستجيب بأضعف الإيمان

لا تزال العديد من المدارس الابتدائية بمقاطعة شرشال تشتكي حالتها المتعفّنة، جراء افتقادها لعمّال النظافة ناهيك عن الحراسة النهارية، التي أصبحت هي الأخرى هاجسا حقيقيا لدى الأولياء المتخوّفين على سلامة وصحة الأبناء، مشهد فاحت منه رائحة القذارة بمؤسسات تربوية من جهة، وإمكانية تعرّض المتمدرسين لكل أشكال العنف في غياب الرّقابة من جهة أخرى، وبينهما…أطفال أبرياء راحوا ضحية أجواء متعفّنة تحت رداء “الدراسة”، ولسان حالهم يتحدث وبكثير من التحسر عن واقعهم التربوي المعيش، داعين المصالح المعنية للتدخل ورد الاعتبار لفئة لا يجب صرف النظر عنها، بل ستبقى تتذكر بذاكرتها الحية واقع الإهمال واللامبالاة الذي طالها طيلة خمس سنوات قضتها بمدارس، تجاوز فيها المعلم حدود تنويره للعقول… إلى تنظيفه للقاعات والمراحيض.

تلاميذ مدرسة الشهيد “عوداي إبراهيم” بحي الديانسي بشرشال خرجوا عن صمتهم صبيحة هذا الثلاثاء 23 جانفي، معلنين إضرابهم عن الدراسة استجابة لأولياء ضاقوا ذرعا من الوضعية المخزية والمؤسفة التي تشهدها هذه المؤسسة منذ أكثر من عام، فلا حارس نهاري يجسد بمدخلها الرئيسي مبدأ الأمان والاطمئنان، ولا عامل يسهر على نظافة مراحيضها وقاعاتها الدراسية، ولا حتى ساحة تصلح لممارسة الرياضة عقلا سليما في جسم سليم، بل تعداها الأمر وصولا لاقتحامها مرارا وتكرارا من طرف المنحرفين، المستغلين لأبوابها المفتوحة للجميع دون استثناء !، ما يعتبر تهديدا حقيقيا لمدرسة طاقمها الإداري والتربوي نسوي مائة بالمائة، ناهيك عن التهيئة التي تحتاجها شبكة التدفئة وعديد النوافذ المكسرة على لسان تلاميذ، يؤكدون أن الواقع الحالي داخل هذا الصرح لا يسمح بتقديم مردود دراسي جيّد، رغم المجهودات المبذولة من طرف الإدارة لتغطية الفراغ والنقص الفادح في عمّال النظافة.

في ظل هذه الظروف تدخل رئيس بلدية شرشال “جمال أوزغلة” مداويا الجرح بالجرح وبشعار “خاطيني”، مؤكدا استحالة توظيف هذا الصنف من العمّال مادامت المناصب مجمّدة بشكل يقف حائلا أمام تغطية حاجة عديد المؤسسات، وأن المشكل مطروح بباقي المدارس الابتدائية بالمنطقة، مستجيبا ومكتفيا بأضعف الإيمان عبر إرسال دوريات لعمال النظافة التابعين للبلدية (مرتين في الأسبوع)، ومنه ضمان هواء يصلح نوعا ما للتنفس وتجنيب التلاميذ حقيقة الدراسة وسط النفايات بقاعات تدريسهم، في وقت راحت فيه أنباء تتحدث عن صرف السلطات المحلية النظر تجاه المؤسسة بعد محليات نوفمبر 2017، بعدما كانت قبلها وفية لبرنامجها القاضي بتنظيف مرافقها خدمة للمتمدرسين وللأسرة التربوية، ليبقى التلميذ هناك مرتديا ثوب الضحية ومتفرّجا على وقع استهدافه من باب “الأمن والنظافة”.

سيدعلي.هـ