X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

استنكار شعبي واسع لقرار الوالي: تحويل المحطة البرّية صنف (أ) للخطوط الطويلة إلى النقل الحضري ما بين بلديات ولاية تيبازة يُكبّد المواطنين معاناة كبيرة

أفرز قرار والي تيبازة موسى غلاي القاضي باستغلال المحطة البرية الجديدة بأعالي المدينة في خطوط النقل ما بين بلديات الولاية، والذي انجرّ عنه غلق المحطة الحضرية الغربية، موجةً من الاستنكار والرفض لما أدّى إليه هذا القرار من اضطراب في حركة تنقّل المواطنين، ومتاعب إضافية لم تمسّ سكان بلدية تيبازة لوحدهم بل كل سكان البلديات الأخرى المستعملين لوسائل النقل العمومية.

توجّهُ سكان بلديات المنطقة نحو عاصمة الولاية ليس بغرض السياحة والتنزّه، وإنما هو ذو أغراض حيوية، منها مهنية بالنسبة للكثير من موظفي هيئات الولاية القاطنين في البلديات المجاورة، ومنها إدارية بالنسبة لآخرين يقصدونها لحل مشاكلهم أو قضائية بالنسبة للمتوجّهين نحو مجلس القضاء، ومنها دراسية بالنسبة لطلبة المركز الجامعي مرسلي عبد الله الذين لا يزالون يعانون من النقص الفادح في النقل الجامعي منذ افتتاح هذا القطب، وغيرها من أهداف تجعل كل المتوجهين نحو تيبازة ذوي حاجة حيوية، لا تحتمل التقديم ولا التأخير. غير أنّ تحويل نقطة وصولهم إليها إلى المحطة البرية الجديدة التي تبعد عن وسط المدينة بشكل معتبر جعل الجميع يتكبّد متاعب كبيرة تُؤدي أحيانا إلى تعطيل مصالحهم، والتأخّر عن مواعيد عملهم أو دراستهم.

سكان ولاية تيبازة استبشروا خيرا بالمحطة البرية الجديدة، باعتبار أنّها ستُخصّص للخطوط الكبرى التي ستربط الولاية بمختلف ولايات الوطن ما كان سيُغني المسافرين منهم عناء التنقل إلى محطة الخروبة بالعاصمة أو البليدة من أجل الركوب نحو وجهتهم، إلا أنّ قرار السلطات العمومية بتحويلها بديلا للمحطة الحضرية الغربية المتواجدة بقلب المدينة فاجأ السكان، واعتبروه منافيا لتطلّعاتهم في توفير الأريحية في التنقّل، حيث ضاعف هذا القرار معاناتهم، فالتنقل من وإلى المحطة الجديدة لا يمكن أن تحتويه حافلات المؤسسة الولائية للنقل الحضري نظرا للتدفّق الهائل من قاصدي مصالح الولاية وهيئاتها، خصوصا في أوقات الذّروة صباحا ومساءً. كما يَعتبر ذوو الدخل المحدود هذا القرار مساسا بقدرتهم الشرائية لفرض مصاريف إضافية في حال توفّر حافلات تُقلّهم نحو وسط المدينة.

والي تيبازة موسى غلاي كان قد أعلن عن هذا القرار في مناسبات سابقة غير أنّ تنفيذه صادف بثّ الحصّة التهكمية المعروفة “للشيخ النوي” تناولت ذات الموضوع، ما جعل فئات واسعة من المواطنين تعتبر القرار خضوعا غير مدروس نتيجة للعواقب السلبية التي أضرّت بهم، ما خلق استنكارا واسعا، ومطالب مُلحّة بإعادة مراجعة القرار بما يخدم مصلحة المواطنين، الذين بلغت معاناتهم ذروة التحمّل خصوصا بعد ما أكّدت الأمطار الأخيرة استحالة التنقّل من وإلى وسط المدينة حيث تتمركز مصالحهم.

وللعلم، فإن المحطة البرية الجديدة بتيبازة التي دشّنها وزير النقل آنذاك بوجمعة طلعي يوم 26 مارس 2016، هي محطة من نوع (أ) حسب التصنيف المعمول به في هذا المجال، وهي مخصّصة للربط ما بين الولايات والمدن الكبرى، واعتبرتها السلطات كإنجاز فريد من نوعه في ربوع الولاية، من شأنه المساهمة في تحويل تيبازة إلى قِبلة مباشِرة للزوار من مختلف جهات الوطن، لما تحمل من آفاق مستقبلية وفرص اقتصادية وكذا لما تزخر به من إمكانيات سياحية. غير أنّ تحويلها إلى محطة حضرية أضرّت بسكان المناطق المجاورة وبكلّ المتدخلين في عملية النقل والنشاطات المُرفقة، ما جعلهم جميعا يناشدون الوالي دراسة الوضع المترتّب عن هذا القرار…

حسان خ