X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

استقبال المواطنين دام إلى غاية العاشرة والنصف ليلا وتواصل هذا الاثنين: فرحة كبيرة بعد كشف السلطات المحلية لشرشال عن قائمتي السكن الاجتماعي والهشّ…وحسرة كبيرة لدى المقصيين من القائمة…والأمل يبقى معلقا بالحصة الأكبر بسكنات سيدي لمغيث

مثلما أعلنت عنه شرشال نيوز في مقال نشرته نهاية الأسبوع الماضي (27 جويلية)، كشفت السلطات المحلية لشرشال عن القائمة المؤقتة للمرشحين للاستفادة من السكنات العمومية الايجارية، و المقدر عددها بـ339 مستفيد و 17 اسما احتياطيا بعد سنوات من الانتظار و الترقب، كانت فيها الإشاعة تصنع الحدث لدى المواطنين، فبين متخوّف من تسرب أسماء لا تستحق التواجد بالقائمة المنتظرة، و بين متأكد أن وضعيته المزرية ستشفع له تلقائيا بالاستفادة، وبينهما…صدمة لدى المقصين العازمين على رفع طعونهم يوجهونها لوالي ولاية تيبازة “موسى غلاي”، في وقت لم يكن فيه اللسان قادرا على وصف فرحة مستفيد وجد نفسه أخيرا يحضّر أغراضه للرحيل إلى سكن لائق.

الساعة كانت تشير إلى السابعة صباحا حينها عرف محيط مقرّي الدائرة والبلدية حركة غير عادية، صنعها مواطنون أرقتهم أزمة السكن وأخرجهم خبر الإفراج عن القائمة المؤقتة إلى الميدان (رجالا..نساء..أطفالا ومعاقون)، ولسان حالهم يتحدث بطول خروجها للنور نتيجة التحقيقات التي شملت كل الملفات، حرصا على انتقاء الأكثر ضررا الأسماء وأحوجهم لها في الفترة الأخيرة كخطوة أولى، قبل توزيع الشطر الثاني من هاته البنايات بسيدي لمغيث.

تعزيزات أمنية مشددة تمثلت في القوة العمومية لتجسيد مبدأ الأمان و الاطمئنان، خوفا من حدوث أحداث شغب بمحيطي مقر الدائرة و البلدية، احتجاجا على قائمة السكن الاجتماعي المفرج عنها مثلما حدث بسيدي أعمر و بوسماعيل، أما شرشال فكل المؤشرات والمعطيات توحي بأن الأمور تختلف عن باقي دوائر الولاية، بحكم الكثافة السكانية بالبلدية و الملفات العديدة التي استقبلتها المصالح المعنية، في إطار القضاء على السكن الهش RHP أو السكن الاجتماعي، ليكون صباح هذا الأحد 30 جويلية يوما استثنائيا للذين يعتبرون القائمة المؤقتة، إجحافا في حقهم مؤكدين ضرورة لقائهم برئيس الدائرة “السعيد أخروف” لوضع النقاط على الحروف، كجرعة مهدئة تبعث بنوع من الأمل فيما تبقى من سكنات مقترحة للتوزيع.

قائمة السكن الاجتماعي بشرشال تمّ نشرها في حدود الساعة التاسعة صباحا بمحيط البلدية و مصلحتها التقنية، وسط تهافت كبير عليها لدرجة أن الكثيرين لم يتمكنوا من قراءتها مبدئيا، مفضلين الدخول عبر موقع شرشال نيوز للتعرف على أسماء المعنيين، فيما فضل البعض إلقائها شفهيا وبصوت مرتفع ليسمعها الجميع إنصاتا،  أجواء تقاسم فيها المستفيدون التهاني (الزغاريد) و المقصون منها التعازي !، مع تسجيل ضرورة تقديمهم للطعون لوالي الولاية في أجل أقصاه 8 أيام.

ضغط رهيب مارسه المواطنون الباحثون عن الأسباب المقنعة التي جعلت اللجنة المكلفة بالسكن، تصرف النظر عن ملفاتهم التي تتوفر على الشروط اللازمة حسب رأيهم، في وقت ترأس فيه رئيس الدائرة “السعيد أخروف” رفقة رئيس البلدية “موسى جمّال”، رئيس أمن الدائرة، الأمين العام “حسان تيتوامان”، عملية استقبالهم طيلة يوم كامل واستثنائي منذ عقود مضت، مختلفين باختلاف معاناتهم و متفقين حول حاجتهم لسكن يأوون إليه، متحدثين بلسان المنتقد لبعض الأسماء الدخيلة حسبهم عن المدينة (مناصر، تيزي وزو، بوسماعيل، قوراية…)، ومطالبين بفتح تحقيقات تقضي بإعادة النظر فيها من باب السؤال المطروح بقوة مؤخرا…”هل وليد شرشال معندوش الحق يسكن في شرشال؟؟ !، أما آخرون فيرون أن رئيس الدائرة قد نجح بنسبة 90% في قائمة أشرف عليها شخصيا إلى غاية لحظاتها الأخيرة قبل أن تضبط بشكل نهائي.

               قائمة السكن الهش تعلق وسط فرحة كبيرة لسكان البيوت القصديرية

بعد الإعلان عن القائمة المؤقتة للسكن الاجتماعي بشرشال، توجهت الأنظار صوب القائمة الخاصة بالسكن الهش، وهو ما حرصت عليه الإدارة لتجهيزها للنشر والإعلان عنها علنا وسط أجواء دفعت بالكثيرين، للدخول في مناوشات وملاسنات كلامية مع عناصر الشرطة للاستفسار عنها بالوصول إلى حدود مكتب رئيس الدائرة، ما جعلهم يحتكون مباشرة بالمحتجين حول القائمة الأولى …أين كادت الأمور أن تخرج عن نطاقها لولا التواجد المكثف لمصالح الأمن، لتعلق أخيرا ومساء  (الثالثة زوالا) بعدد قدر بـ232 مستفيد، في انتظار ترحيلهم لسكناتهم الجديدة وهدم بناياتهم الهشة التي كانت نقطة سوداء بالمدينة، ليباشر “السعيد أخروف” عملية استقبال المواطنين صبيحة هذا الاثنين 31 جويلية بعدما استقبل في اليوم الأول حوالي 150 مواطن، ليس من أجل الاستقبال فقط…ولكن بهدف بعث الأمل في نفوس ضاقت ذرعا من وضعيتها المزرية، وإقناعها أكثر من ضروري….

سيدعلي.هـ