X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

أشرف عليها الأساتذة محمد شريف غبالو ومحمد ساري ومحمد عبد الكريم أوزغلة: مكتبتا بلدية شرشال والمطالعة العمومية بتيبازة تُحييان الذكرى الثالثة لرحيل الأديبة أسيا جبار

أحيت ولاية تيبازة هذا السبت 10 فيفري ذكرى رحيل الأديبة الجزائرية أسيا جبار بندوتين أدبيتين نشّطها الأساتذة محمد شريف غبالو ومحمد ساري ومحمد عبد الكريم أوزغلة في كل من مكتبة بلدية شرشال والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيبازة، حيث تمكّنوا من شدّ الجمهور المثقف لكلا المدينتين حول المسيرة الأدبية للراحلة أسيا جبار.

صبيحة السبت خصّصت لجمهور مدينة شرشال فكانت البداية مع الأستاذ محمد شريف غبالو في جلسة أشرف عليها نائب رئيس البلدية موسى جمّال، الأستاذ غبالو عرّج على مسار أسيا جبار منذ مساهماتها الأولى خصوصا في جريدة المجاهد في السنوات الأخيرة من ثورة التحرير، معتبرا إياها أول روائية وأول كاتبة سيناريو، حيث يعد فيلم “نوبة جبل شنوة” من أهم ما أنتجتها امرأة جزائرية في الدفاع عن المرأة الجزائرية ضمن خصوصيتها إلى دخولها محراب الأكاديمية الفرنسية سنة 2005.

أما الأديب محمد ساري الذي يعتبر من الكتاب الجزائريين الذين يسيرون على نهج الراحلة أسيا جبار باعتباره أكثر من وظّف خصوصية منطقة شرشال في الأدب الجزائري منذ روايته “على جبال الظهرة”، فبدوره عرّج على محطات عديدة من مسيرة أسيا جبار مبرزا ارتباطها بخصوصية المنطقة التي تنتمي إليها وقيّمها، حيث استوقف الجمهور الحاضر عند الظروف التي أحاطت  باختيارها لاسم “أسيا جبار” كاسم أدبي في اللحظات الأخيرة من قدومها على نشر أول عمل أدبي لها، وهي فاطمة الزهراء إيملحاين” المنحدرة من قبيلة بني مناصر كما كانت دوما تفتخر بهذا النسب، كما وقف محمد ساري عند رواية “بعيدا عن المدينة” مفسّرا الظروف التي حاولت الأديبة الإفلات منها.

وبدوره وقف الأستاذ محمد عبد الكريم أوزغلة عند مقاربة هامة تدخل ضمن تخصّصه الجامعي في الأدب المقارن واهتمامه بالترجمة الأدبية، حيث شدّ الجمهور بمقارنة رواية أسيا جبار “نساء الجزائر في مخدعهن” بلوحات الفنانين التشكيليين: الاستشراقي الفرنسي “أوجان دولاكروا” والاسباني “بابلو بيكاسو”؛ فرغم تشابه عناوين الأعمال التشكيلية للفنانين ومجموعة آسيا جبار القصصية، إلا أن ما قامت به آسيا جبار جاء معاكسا تماما، بل ومناقض للمحتوى الفكري والسياسي الذي توحي به لوحتا دولاكروا في نسختيها لـ (1834- و1849) من جهة، ومتفق إلى حد بعيد، من جهة أخرى، مع ما ضمّن به التشكليلي الاسباني المتمرد سلسلة لوحاته التي شرع في رسمها وبين 13 ديسمبر1954 و 14 فيفري 1955، أي بعد شهر واحد وثلاثة عشر يوما من انطلاق ثورة الجزائر التحريرية في الـ1 نوفمبر 1954”.

أما الندوة المسائية التي احتضنتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيبازة بحضور جمهور من النخبة ووجوه معروفة في الساحة الادبية الجزائرية وجامعيون قدموا من جامعة الجزائر، حيث كانت مديرة المكتبة السيدة سباح سعدية وطاقمها قد حضروا أجواء إنجاح الندوة، فواصل الأساتذة محمد شريف غبالو ومحمد ساري ومحمد عبد الكريم أوزغلة في طرح ومناقشة العديد من محطات الأديبة أسيا جبار بمنهجية أكاديمية وبشكل أكثر عمقا.

كما تخلّلت الندوة قراءات أدبية لمجموعة من شعراء المنطقة إضافة إلى معرض وثائقي خاص بالأديبة الجزائرية أسيا جبار احتضنه بهو قاعة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية تيبازة.

ش.ن