أسعارها غير منطقية وكميات هائلة أُتلفت: منتجو الطماطم بتيبازة يلتمسون تدخل الجهات المعنية لتعويض خسارتهم
خرج منتجو الطماطم بولاية تيبازة، عن صمتهم لمطالبة الأطراف المعنية بتعويضهم خسارة يكونوا تكبدوها خلال الموسم الفلاحي الجاري ، في مقدمتها مديريتي الفلاحة و التجارة باعتبارهما الجهة الوصية لانقاذ الموقف ، على أمل الشروع المبكر في التحضير للموسم الفلاحي القادم من أجل تدارك ما فات بعد عمليتي الحرث و البذر المزمع انطلاقتهما خلال الشهر الجاري أوت .
وقد وصل المنتوج الفلاحي لهذه السنة من الطماطم الى 800 ألف قنطار بحسب ما علم لدى مصادر فلاحية مسؤولة، و ذلك على مساحة تقدر بحوالي 600 هكتار، أغلبها متواجدة بالجهة الغربية للولاية ، كالداموس و مناطق مجاورة أخرى، من أصل ألاف الهكتارات خصّصت لانتاج الخضر عبر إقليم ولاية تيبازة من الدواودة شرقا الى الداموس من الجهة الغربية ، غير أن الكمية الهائلة من الانتاج المتلفة لأسباب وعوامل عدة، منها درجة الحرارة المرتفعة، ونقص ماء السقي في بعض الحالات ، بحسب فلاحين متضررين في منطقة الداموس من أولئك الضحايا المطالبين بالتعويض، حالت دون تمكن هؤلاء من إنقاذ موسمهم الفلاحي و لو بالشيء القليل ، حيث أتلفت نسبة كبيرة من منتوجاتهم التي كانوا يعولون عليها لحفظ ماء الوجه ، وبالتالي تبخرت أحلامهم و طموحاتهم في ما كانوا يصبون اليه، حيث تراوحت أسعار الطماطم من 5 الى 10 دنانير عند الفلاح المنتج، فيما وصلت الى 15 و 25 دج بسوق الجملة و بائعي التجزئة على حافة الطرقات، دون الحديث عن الكمية المرمية من هنا وهناك … .
وإن كانت العوامل المناخية و أسباب أخرى …هي من أدت الى إتلاف كمية معتبرة من الطماطم ، خاصة منها البلاستيكية ، فان غياب سياسة التكفل بانشغالات منتجي الطماطم من خلال إنشاء لهم تعاونيات لاستقبال الكمية المتحصل عليها و توجيهها للصناعة الغذائية، حسب ما جاء على لسان أحد المهندسين الفلاحيين، هي السلبيات الكبرى التي كان من الأجدر تفاديها ضمن سياسة منتهجة ورشيدة لإستغلال تعب الفلاحين في انتاج كمية هائلة من مادة الطماطم ، وهي 800 ألف قنطار على مستوى ولاية تيبازة، في الوقت الذي تراوح فيه سعر الطماطم عبر المحلات التجارية في المدن و المناطق الحضرية من 40 الى 50 دج أو أكثر… مما يوحي بأن نظام السوق في الجزائر تسوده الفوضى في غياب المراقبة الميدانية التي لم يحرك لها ساكنا…
مراد ناصح