أزمة العطش أفاضت كأس مشاكلهم الاجتماعية: سكان سيدي غيلاس ينتفضون ضد الجفاف…يطالبون بتهيئة المسالك المحفورة ويهدّدون بغلق الطريق الوطني رقم 11

بعد سنوات تسلحوا فيها بالصبر والترقّب والانتظار، خرج سكان سيدي غيلاس صبيحة هذا الخميس 15 سبتمبر عن صمتهم، معبّرين عن تذمّرهم الشديد للمشاكل التي تعصف بالعديد من الأحياء أبرزها إمسعاد محمد، القرمود، بوينغولن، حي الجنود، مطالبين السلطات المحلية بضرورة التدخل وإيجاد حلول مستعجلة، تضع حدا نهائيا لما أسموه بالمهزلة جراء الفضائح المتتالية التي عرفتها المدينة مؤخرا، في شكل مسلسل كان بحلقات استثنائية جمعت بين الإثارة والفرجة، و سردت بامتياز واقع مشاريع تنموية بنكهة كارثية !، فلم تتجاوز حدود الحفر والتنقيب تحت شعار ردده الكبير والصغير… “سيال”.

أزمة العطش أخرجت سكان العديد من الأحياء بسيدي غيلاس للاحتجاج على الطريقة العشوائية في توزيع المياه، نظرا للتذبذب الرهيب لهذه المادة الحيوية منذ شهر جوان الفارط، يحدث هذا في وقت استنجد فيه المواطنون بجيوب لم تستفق إلا على وقع مصاريف أخرى تزامنت مع عيد الأضحى والدخول المدرسي، لتنفق استنجادا بصهاريج مياه لا تسمن ولا تغني من جوع، أما عزائهم في ذلك… فاتورات لا تخطئ أبواب المنازل.

المواطنون المحتجّون وجّهوا أصابع اتهامهم للمسؤول عن إطلاق سراح المياه للمنازل، متهمين إياه بالتقصير المفرط في عمله بحجة وجود شحناء بينه وبين أحد القاطنين بهذه الأحياء، ما جعله  يحقد عليه ويرد بطريقة جعلت الجميع يدفع ثمن ندرة الماء حسب رأيهم، في حين يؤكدون أن رئيس البلدية “تغيرينت جيلالي” يدرك جيدا حجم معاناتهم، وأنه خلال تدخله حول الموضوع وعد بتدارك الأمر.

في ظل هذه الظروف الممزوجة برائحة التصحر والجفاف، تحرّك مواطنون نحو المصلحة التقنية لشركة سيال، قصد الخروج للميدان واكتشاف عن قرب حجم معاناتهم ومنه…الوصول للأسباب التي حالت دون تزويدهم بالماء مقارنة بباقي الأحياء، وقبلها …حديث عن سابقة هي الأولى من نوعها “عيد أضحى من دون ماء”، فكان يوم النحر بسيدي غيلاس مشهودا بحقيقة لم يستطع العاقل تفسيرها، وهنا …كانت الاستجابة بآلة للحفر والتنقيب وبينهما.. بحث عن سبب تذبذب وصول المياه للحنفيات، في مشهد تحسّر له المواطنون قرعا لطبول طرقات عاث فيها مشروع قنوات الصرف… فسادا.

أجواء عاشها سكان سيدي غيلاس على الأعصاب، أين صبوا كامل غضبهم للقائمين على مشروع قنوات صرف المياه، الذين حضروا واستجابوا لنداء المحتجين وشاهدوا عن قرب ما تركته آلات الحفر من عيوب صعّبت حركة سير الراجلين والمركبات،

أين وعدوهم برد الاعتبار لهذه الطرقات خلال أسبوع مع تسجيل تعرّضهم لسيل من الانتقادات جراء التأخر في ترقيع ما حفر سابقا، مهددين بالخروج إلى الطريق الوطني رقم 11 وغلقه في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم القاضية بتهيئة المسالك المحفورة وتنظيفها من التراب المرمي عشوائيا على حدودها، تزفيت الطريق المؤدي إلى حي القرمود، السكن، النظافة، الإنارة، مجاري مياه معطلة…

مشكل تذبذب المياه كان بمثابة القطرة التي أفاضت كأس المشاكل الاجتماعية، أبرزها سكنات قصديرية “حي بوشمع رقم 1” و “الأحياء القصديرية بحي العمال”، والتي رفع أصحابها علما أبيضا استسلاما لذروة المعاناة، داعين السلطات المحلية للإسراع في الإفراج عن قائمة اسمية أخرى، يرحّلون بموجبها للسكنات الاجتماعية الجاهزة خاصة مع اقتراب حلول فصل الشتاء.

الطريق المؤدي إلى مدرسة “جمّاد جلول” تعرف في الفترة الأخيرة خرقا للقانون من طرف أصحاب الشاحنات ذات الوزن الثقيل، رغم وجود إشارة قانونية تحرك لها رئيس البلدية تجسيدا لمبدأ الأمان والاطمئنان، لمنع عبور المركبات التي يتجاوز وزنها 10 طن ومنه ضمان سلامة التلاميذ حسب تصريح الكثيرين، إلا أن المعنيين استغلوا غياب الرقابة للسير في الممنوع… وهنا..رسالة أخرى وجّهها الأولياء للسلطات الأمنية، لوقف هذه التجاوزات التي من شانها أن تشكل خطرا على أبنائهم…

                                                                                                       سيدعلي.هـ