X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

أخذت بُعدًا احتفاليا بعيدا عن أيّة معتقدات خرافية: “وعدة سيدي عمر” تتحوّل إلى مهرجان للموروث الثقافي البدوي وتصنع الفرجة للآلاف من المواطنين

بالرغم من أنّ الظاهرة كانت تأخذ في السابق أبعادا منافية للدين الإسلامي الحنيف، واجتمع على محاربتها الدين والعلم، إلا أنّها تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى مناسبات احتفالية ذات طابع فلكلوري، تلعب دورا قد تعجز الهيئات والمؤسسات المختصة لعبه في الحفاظ على موروث لا مادي نابع من أعماق المجتمع الجزائري.

هي الظاهرة التي تجلّت أمسية هذا الجمعة وصبيحة السبت 8 و9 أوت الجاري ببلدية سيدي عمر، حيث استقطبت “وعدة” سيدي عمر جماهير غفيرة تُحصى بآلاف في مهرجان للفنون التقليدية ورياضات مندثرة استوقفت كثيرا شباب الجيل الجديد الذين لا يعرفون أصلا وجود مثل هذه المنافسات فانبهروا برياضة المبارزة بالعصي كفن قتالي تقليدي صنع فرجة تعلوها موسيقى وأصوات الفرق الغنائية التقليدية القادمة من مختلف المناطق والمنتشرة كحلقات في أرضية السوق الأسبوعي التي خصّصت لهذه التظاهرة أسفل سد بوكردان، “الڨصبة والڨلال” آلتين تقليديتين كانتا كافيتان لشدّ انتباه المئات من الحضور المتذوّق للطابع البدوي.

أما ميدان الفروسية الذي استقطب كل الحضور، فكان بمثابة الحلقة الأساسية لهذا المهرجان التقليدي  فرق الخيالة توافدت تباعا من مناطق مختلفة.. من تيبازة ومن عين الدفلى والمدية لتصنع فرجة في تسابق يتناغم فيه وقع حوافر الخيل مع طلقات البارود، الفرسان لم يكونوا من الشيوخ فمعظمهم شباب بعضهم في العشرينات وبعضهم في الثلاثينات، ما يوحي بأنّ الفروسية لا تزال على عرشها تستهوي من شباب الأجيال الحالية المتشدقين بالرجولة والشهامة.

“وعدة سيدي عمر” لم تخلو من نشاط تجاري لكن معظمه اتّسم بالطابع التقليدي أيضا بحضور الحلويات التقليدية التي لم يعد لها وجود في المحلات و المساحات التجارية في المدن، “النوڨة” و”حلوة السميد” ملأت طاولات العرض على طول المساحة المخصّصة لهذا الحدث، الذي توافدت إليه أسراب من المواطنين من مختلف الجهات، أما حضور العائلات فكان مُلفتا في هذا المهرجان الذي كان مُحكم التنظيم دون منظمين ما عدا مصالح أمن دائرة سيدي عمر التي تكفّلت بتنظيم حركة مثات المركبات التي توفدت على المدينة بهذه المناسبة التقليدية.

ش.ن