X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

أحد الراكبَيْن لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى المهام صبيحة هذا الثلاثاء 23 ماي: سقوط مأساوي لسيارة من نوع PASSAT CC في ميناء شرشال والسّكان حائرون ومتحسّرون

عرف ميناء شرشال صبيحة هذا الثلاثاء 23 ماي حادثة مأساوية، اثر سقوط سيارة من نوع PASSAT CC بعرض البحر في حدود الساعة الـ7:50، أين كان على متنها شخصين لقي أحدهما مصرعه (ب.س) بمستشفى المهام، متأثرا باختناق وقف حائلا بينه وبين التنفس داخل سيارة غاصت بالماء، ما صعب مهمة فتحه للباب وإنقاذ نفسه من الهلاك، أما السائق (م.ب) فنجا بأعجوبة مستجيبا لتحقيقات عناصر الشرطة حول الواقعة بمقر أمن الدائرة.

الحادثة أثارت هلعا كبيرا لدى الصيادين المتواجدين بالميناء و كذا أعوان مؤسسة تسيير الموانئ، الذين لم يجدوا تفسيرا مقنعا لسيارة جديدة تتجه بسرعة كبيرة نحو البحر، في مشهد تدخلت فيه القوات البحرية بغطاسيها لإجلاء الشخصين العالقين، قبل أن تصل عناصر الحماية المدنية بدائرة شرشال بمختلف إمكانياتها المادية والبشرية في تمام الساعة 7:57 صباحا، التي قامت بنقل المدعو ب.س لمستشفى المهام وحالته أكثر من خطيرة، ما جعله يلفظ أنفاسه الأخيرة هناك وسط تحسر كبير لأصدقائه و مقربيه، وقبلها شجاعة كبيرة تحلى بها البحار صاحب الـ27 عاما “عاصي سفيان”، الذي نزل إلى البحر في محاولة لإنقاذهما من الموت، ليخرج مبتلا و متأثرا ببرد شديد لافتقاده للباس خاص بالسباحة، أين نال الثناء والتقدير من طرف قائد وحدة الحماية المدنية بشرشال الرائد “براهيمي عبد الحكيم”، “بعد إجلاء الضحيتين هدفنا الآن هو انتشال السيارة من عرض البحر وبحذر شديد، تفاديا لتسرب البنزين في الماء ومنه اشتعال يفتح باب الانفجار، باستعمال الأكياس الهوائية لدفع المركبة للصعود إلى السطح وتحت إشراف غطاسي الوحدة، والبحار عاصي سفيان أكد شجاعته بمحاولته إنقاذ الضحيتين”

أنباء تحدثت عن احتما أن تكون العملية انتحارية بناء على تصريحات كانت بين الضحية و صيادين (أريد الموت)، وكل المؤشرات والمعطيات أوحت بتواجدهما في حالة غير طبيعية، خبر نزل كالصاعقة لدى أفراد عائلتي الضحيتين، المستفيقون على أسوء خبر لهذا الأسبوع… وقبل أيام عن شهر رمضان المبارك، ليسجل ميناء شرشال واحدا من أغرب الحوادث المتعلقة بغرق الأشخاص والمركبات !.

الحدث استقطب أنظار مواطنين تابعو عن قرب عملية إخراج السيارة من عرض البحر، التي قادها قائد الوحدة البحرية النقيب “عبد القادر بونيهي”، تدخل تأخر بتأخر وصول أكياس هوائية إضافية من الوحدة الولائية للحماية المدنية بتيبازة، لتنجح أخيرا وباحترافية كبيرة بانتشالها إلى رصيف الميناء في حدود الساعة 12:40، ولحسن الحظ أن الوثائق التي كانت فيها لم تتأثر كثيرا بالمياه، ما يسهل مهمة الشرطة العلمية بالتحقيق في ملابسات الواقعة، ليفسح المجال أخيرا لشاحنة جر ونقل السيارات بسحبها من الماء و بأقل الأضرار.

العلامة الكاملة لرجال الحماية المدنية و لغطاسي البحرية الوطنية

صحيح أن الحادثة التي عرفها ميناء شرشال مؤسفة ولم تكن متوقعة، إلا أنها كشفت عن احترافية كبيرة لرجال الحماية المدنية بغطاسيها وغطاسي البحرية الوطنية، وبينهما…مواطنون شاركوا وقدموا المساعدة لإنجاح العملية، مجسدين أهدافهم المسطرة و شعارهم القاضي بإنقاذ الأرواح و حماية الممتلكات، استنادا على مختلف الوسائل والإمكانيات (الحبال، الأكياس الهوائية، الزوارق المطاطية، قارورات الأكسجين…)، ليقف لهم الجميع وقفة ثناء وتقدير نظير مجهودات بذلوها طيلة خمس ساعات كاملة بعرض البحر، واضعين نصب أعينهم هدف إخراج المركبة بأقل الأضرار دون أي احتكاك بالصخور، فكان لهم ما أرادوا …ليقف لهم الجميع وقفة احترام و تقدير.

سيدعلي.هـ